صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/116

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

و أتشرف بأن التي بضع كلمات على مسامعكم الكريمة . وهذه الكلمات ستكون تاريخية بالنسبة لحياة الأمة العربية الجديدة ومستقبلها . وأرجو العفو والعذر اذا سمعتم بعض أغلاط تقع مني في أثناء الحديث الكوني لست من رجال هذا الموقف الخطابي وأرجوكم أن تنظروا إلي بعين العذر وقد دفعني الى الكلام : من أولاً ـ ان أكثر هؤلاء الكرام الذين أتشرف بمخاطبتهم مجتمعون وقد أتوا الى بيروت لملاقاتي وأداء التحية كافة أنحاء سوريا باسم جميع المواطنين الذين ينوبون عنهم ، وحضروا الى هنا ليسمعوا مني ما حصل في الغرب في مؤتمر السلام بخصوص بلاد العرب عامة وسورية خاصة . ولا شك بأنني مجبر على القاء هذه الكلمات لأطمئن أهل البلاد على بلادهم وعلى استقلالهم مع اني في بعض الأحيان لا يمكنني أن أصرح بكل شيء لبعض الموانع السياسية التي تجبرني على السكوت عنها أمامكم . ولما كان أكثر الذوات لا يعرفون ما في الحركة الثورية التي قامت في الحجاز وما هو السبب والدافع اليها ، ولربما انهم قبل يومنا هذا كانت أفكار بعضهم ممن لا اطلاع لهم على السياسة العمومية داعية الى اتهام هذه الثورة بتهم لا محل لذكرها ، وبقول ان من قام بهذه الحركة أتى بخيانة للوطن أو للجامعة العثمانية التي كنا نحن من أفرادها . ولكن على أثر انكسار الاتحاديين وتشتت شمل الحلف الجرمني ، علم المجموع من قام بالثورة هو رجل أو رجال عالمون بسير الحركة السياسية والعسكرية في العالم . وأن من قام بهذا ما قام إلا لحفظ قسم من جسم البلاد العثمانية وانقاذه مما سيقع به بعد الحرب . ولا شك أن المسؤول في الحركة أي الحركة الثورية العربية هو أولاً والدي ثم أن هنا C 6