صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/126

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولا كان قرار ارسال لجنة دولية للاستفتاء والتحقيق لم يقابل م بالارتياح من قبل الدوائر الفرنسية الرسمية والبرلمانية ، فقد اشترطت الحكومة الفرنسية أن تنفق الحكومات ذات الشأن على كل ماله علاقة بذلك الاستفتاء قبل ارسال اللجنة ، فأبى الرئيس ولسن أن يتقيد بطلبها هذا ، وبذل المندوبان المربيان في المؤتمر جهوداً صادقة كي لا تجاري الحكومة البريطانية الفرنسيين في عرقلة ارسال اللجنة ولحملها على ارسال وفدها . فأرسل عضو الوفد البريطاني في مؤتمر الصلح اللورد هاردينغ كتاباً إلى الوفد العربي في المؤتمر يقول فيه أن الوفد الانكليزي سيلحق بعد قليل بالوفد الأميركي الذي سافر الى الشرق للاضطلاع بمهمته بأمر الرئيس ولسن بدون أن يتقيد بسفر اللجنتين الفرنسية والانكليزية غير أن انكلترا عادت بعدئذ فلبت مطلب فرنسا ، ولم ترسل وفدها اذ أن وعد بلفور سيسبب جملة من المشاكل اذا هي اشتركت بالاستفتاء ، لا سيما وأن البلاد لم تكن تجهل عقبى ذلك الوعد المشؤوم من أخطار . ولا شك في أن انكلترا كانت حائرة بسبب الوعود الكثيرة التي قطعتها على نفسها لاستكثار انصارها ابان الحرب اذ هي لم تدخر وسعاً في حشد ع وكان من كافة القوى الممكنة لمساعدتها ، ومن جملتها القوة الصهيونية العالمية ، التي مدت لها يد العون تلقاء تحقيق الحلم اليهودي في أرض الميعاد و فلسطين » . أثر الصهيونية في اميركا ان جرتها الى الحرب بجانب بريطانيا وحلفائها . وقد دخلت الولايات المتحدة في ١٢ نيسان ( ابريل ) 1917 الحرب بجانب انكلترا ، ولذا وقت انكلترا بوعدها لليهود فأصدرت وعد بلفور المشؤوم في ٢ تشرين الثاني 1917 وهذا نصه : عزيزي لورد روتشيلد : يسرني أن أبعث اليكم باسم حكومة جلالة الملك ، هذا التصريح – ۱۲۰ – (