صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/259

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ذلك من دواعي سرور ساطع الحصري لاعتقاده بأن هاتين البرقيتين تسهالان مهمته كثيرا وتسقطان الحجة التي تذرع بها الفرنسيون للزحف على دمشق . وعندما عاد ساطع رأي الاكشي يتكلم باهتمام مع الوزراء الذين كلفوه بأن يكون معه ضابط سوري بالنظر للظروف القائمة ، فلم مانع الحصري ، فتقدم منه الدكتور شهبندر ومعه جميل الالشي واقترح عليه أن يستصحب الاكشي معه ، فقبل لان مهمة الضابط الذي سيرافقه ليست الا شكلية و بسبب الحركات العسكرية القائمة ، ولم يذكر اسمه في کتاب اعتماد الوزير المفاوض . ثم غادر ساطع ومعه الكولونيل تولا وجميل الألفي دمشق قاصدة عاليه وأعلمنا ساطع عند عودته انهي صادفوا في الطريق كثيرا من الجنود وقوافل النقليات السورية العائدة من مجدل أوجب توقف السيارة من حين لآخر . وكان الالشي يسأل الجنود عن عددهم وعتادهم ووجههم ، الأمر الذي لا يصح ضابط يعرف العربية من ضباط الجيش المعتدي ، فاضطار ساطع الحصري الاسكاته بكاليات تركية مرات عديدة وكأن لسان حال ساطع كان يقول بأن ذلك خطأ عظيم ، وقوله الحق لو ان الافرنسيين ايسوا على علم بحالة جيشنا وعتاده قبلنا نحن، كما ذکره به ، الا ان الارتباك السائد لم يسمح لي بالأخذ والرد في هذا الشأن ، مع العلم بأنني متألم جدا من موقفه تجاه فيصل بعد خروجنا من دمشق وهو مرافقه ومن مقر بيه ولما اقتربت السيارة من وادي القرن علموا من الحدود السوريين بأن الجنود الفرنسية وصلوا إلى مدخل الوادي مساء ، حاميتنا المتراجمة ، و بعد قليل ظهر مقر الجملة الافرنسية المتجهة لدمشق ذکره أمام ولا شك هو همي فصدتهم نيران ا ۲۰۳ -