صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/287

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الخاتمة

لم أكد أمسح القلم من كتابة فصول هذه المذكرات ، حتى خاصرتي فكرة وضع خاتمة تكون منها كالملاحة ، تشف عن غاية ما جاء فيها ، وتوضح ما قد يستهم من حقائقها ، وتلفت النظر الى ما ينبغي الوقوف عنده

وكدت أرجع عن هذه العزيمة حين عن لي أن من حق القاريء ألا تفرض عليه آراء بعينها قد يستخلص غيرها على ما يوافق حرية تفكيره ، ثم لأن الحقيقة لا يمكن إلا أن تنم عن نفسها مهما غشت علها حجب الاستنهام . إلا أني عدت فذكرت أن القراء ليسوا سواء وهم أنواع وأصناف في التفكير ، وأنا لم أضع مؤاتي الفئة خاصة دون أخرى فلا مناص اذن من الاخذ بالاجمال والاسهاب ، كل في موطنه . فأنا ههنا لا أفرض الرأي فرضا وانما أستخرج الرأي من بين ركام الحوادث التي أخذ بعضها برقاب بعض على ما يؤدي الى اظهار الحقيقة ناصعة بعيدة عن التأويل والالتباس . وهذا لا يناهض حرية القاريء في استخلاص ما يشاء ، بل بالعكس يمهد له الطريق ويفتح دونه الآفاق مشرقة إلى التفسير السديد ، ويحول دون انحصار نظره في الأجزاء التي كثيرا ما تدل على غير معناها ، لأن من شروط الحكم أن يؤخذ مأخذ الكمال الشامل غير منقوص ولا مجزأ

واذا كان لنا أن نضرب مثلا على ما تقدم فان مثلنا هو الثورة

۲۸۱