صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/290

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

والاستخفاء ما لم يكن معروفة آنذاك إلا بين جماعة الاحرار المقاومين للاستعمار ، و الارستقراطية المتأبية ، والتعسف الغاشم . وثورة الحسين لم تتدر خطوتها الأولى إلا بادافع من الغيرة على العرب و بنية استنقاذه من الذلة والصغار ، وتحكم الأتراك بأقدارهم والامعان في تعسفهم .. والواقع أن الملاك حسين تردد كثيرا قبل القيام ثورته ، وبذل غاية الوسع في سبيل التفاهم مع الاتراك لإنصاف العرب ولم يأل في النصح لهم ، وما زال حتى يئس وأدرك أن لا خير فهم وأنهم يبتون الدسيسة لتتريك العرب والقضاء على قوميتهم . ولولا هذا مسكله ما حرك ساكنا لاسيما وان الحرب في أول اندلاعها والغلبة تبدو تلعثمانيين باتحادهم مع ألمانيا القوية ، وكفة الحلفاء لا ترين راجحة . والحقيقة ان الملك حسين كان بصيرة فما فعل ، وكان مضحا ، وكان في حدسه کالم مصير الحرب . ولولا انضمامه إلى الحلفاء لكان مصير العرب مما لا محمد بعد أن أحرزوا النصر على العثمانيين وحلفاتهم . هذا وقد سيد الهاشمين أن يبث الفكرة العربية قوية بعد أن كانت مضطربة حائرة ، وجعل لها حسابها في الموقف الدولي فرحت كفة النمر في بلادنا كما شهد بذلك أقطاب السياسة والحرب . واذا كان ثمة خطأ فهو خطأ العثمانيين الذين لم يعرفوا كيف تحافظون على العرب في صفهم ، ولم يستسيغوا اعطاءهم حقوقهم المشروعة ، بل شنقوا أحراره و نفوا سراتهم ، وضيقوا عليهم جوعا وفقة ، وأهلكوا قسما كبيرا عمید) في ساحات القتال ان التاريخ ليذكر الحسين بطلا أول للثورة العربية الكبرى ، ومؤسسة أول الوحدة العربية المنشودة ، وباعة أول الشهور القومي ، وسمع سه ۲۸ -