صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/292

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

6 الحلفاء ، وتساهه مقادة الحك وتصريفه الامور طبق سياسة حازت رضی الجميع و تأبيده . والواقع الذي لا ينكر ان فيصلا كان موفقا في اورية مواقفه الحازمة وسياسته المثلى ، وقد وجد من الرئيس ولسن خير ظهير . ولكن حدلان انكلترة اياه تنفيذ الاتفاقها مع فرنسا على اقتسام البلاد المنفصلة عن تركيا ، وانعدال أمريكا عن التدخل في السياسة الاوربية ، ومؤامرة عصبة الأمم في توزيع الانتدابات على الأمم الضعيفة مخالفة بذلك مبدأ تقرير المصير الذي أعلنه ولسن وارتضته كافة الدول في سياستها حالت دون تحقيق غاياته النبيلة . زد على ذلك تعت الفرنسيين واصرارهم على احتلال سورية ولبنان كيف كان ، ، وهم الذين رون في ذلك تحقيقا لمطامعهم القديمة التي تجلت منذ القرن السادس عشر أيام لويس السادس عشر الذي انشأ علاقاته موارنة لبنان ، ثم أيام نابليون الثالث الذي أرسل حملته العسكرية للدفاع عن نصارى لبنان عقب حوادث ۱۸۹۰ ما بين المسيحيين والدروز، ولولا استنجان الدولة العثمانية يومئذ دول أوربة وتألب هذه الدول على فرنسا لما خرجت من لبنان ولبقيت فيه منيت الدولة الفيصلية بهذه العوامل الضارة في السياسة الخارجية ومنيت كذلك بعوامل هدامة في السياسة الداخلية ، كتشكيل الأحزاب المناوئة والاحزاب الرجعية والاحزاب الميالة إلى المسالمة ، ثم تسرح الجيش الذي دخل دمشق وعدم امکان تسليح جيش جديد قوي يصمد الحوادث ويدافع عن حوزة البلاد كل هذه العوامل اصالحت مجتمعة على فيصل عقبة في طريقه لم تمكنه من اتباع سياسة ثابتة هادئة ، ثم انتهت بسقوط دولته في سورية وانطواء صفحتها أوشك ما يكون . - ۲۸۶ -