صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/64

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

ستكون ولا شك مقدمة لنا على تحقيق مطالبنا الوطنية. وقد عزموا على استئناف توقيف، لولا أنه قال للقائمين على شؤون ديوان الحرب : «اذا كنتم تجدون ما يدعو لاعدامه فأوقفوه ؛ أما أن تأتوا به هم تخلون سبيله فليس هذا بالرأي المصيب». ولذا عدلوا عن استعادتي إلى عاليه.

وعلمت كذلك وأنا في بيربيرين أن عزة دروزة وفوزي القاوقجي، وكان من ضباط الجيش، موجودان في عوجة الحفير وكانت هيئة ادارة جمعية الفتاة قررت قبولها عضوين فهما، فقصدت الحفير وحلفتهما المين المعتادة. وبالنظر لمكي من الحصول على كمية كبيرة من الديناميت إذ كان لدي قطعتنا الشيء الكثير منها فقد رأيت أن أسلمها لفوزي القاوقجي علنا نحتاج اليها في يوم من الايام. وفي تلك الآونة كان الوقود الذي تحتاجه قاطرات السكك الحديدية مفقودة فاضطرت السلطات الاستعاضة بحلط الأحراش، وجاءنا الأمر بالانتقال إلى ( الشوبك ) على مقربة من «وادي موسى» لتمد فرعا للسكة الحد بابية من أحواش الشوبك الى معان. ولم يمض إلا القليل على وصولنا إلى مقر عملنا الجديد حتى أرسل في طلبي قائد فوجنا ثم أسرّ إلي بأنه تلقي الأمر بالقاء القبض علي ومصادرة جميع أوراقي، فما علي إلا أن أحتاط الأمر قبل التحقيق. ولما لم يكن لدي شيء مما ذكر فقد أجبته باني أشكره على لطفه ولكنني بريء، ولست بحاجة الى ابادة شيء من أوراقي. وهنا أمر بتوقيفي، فأوقفت في ۱۹۱٦/۱۰/٩ ثم نقلت محروسًا بشدة إلى معان، ومنها إلى دمشق حيث وصلتها في ۱۹۱٦/۱۰/١٤؛ و بينا أنا في طريقي مع الضابط المكلف بحراستي، رأيت في السنجقدار في مدخل الفندق المسمی و فندق دار الفرح إذ ذاك، صديقي وأحد

–٥٨–