صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/65

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

أعضاء جمعية الفتاة مصطفى برمدا . فعزمت على الضابط أن تتناول طعام العشاء معا ، قبل أن يسلمني الى آمر الموقع . فوافق ولم يمانع لي و بينا نحن على المائدة سألت الأخ برمدا عما اذا كان حقا ما اتصل من أن والي دمشق قد توسط لدى السلطات العليا في الاستانة للحد من مظالم جمال باشا وان الوضع قد تغير بسبب ذلك ؟ فكان جوابه بأن الحالة ويا الأسف لم نزل على ما كانت ، وان مظالم جمال باشا وأوامره لا تزال نافذة لا راد لقضائها . ولم يكن محدثي يعرف حقيقة أمري ، فلم أشأ إزعاجه أكثر من ذاك . وبعد أن تم العشاء مضيت برفقة الضابط المكلف بالمحافظة علي ، الى قائد الموقع الذي أمر بنقلي الى تو سجن الضباط حيث أصبت قسطا من الراحة مدة ساعتين ، ثم تحولوا ی بي الى دائرة الشرطة حيث أخبرت بأن مديرها توفيق بك يرعب في مقابلتي . ولبثت في غرفة الكتاب حتى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وكانت الغاية من ذلك التأثير على أعصابي . وأخيراً أرسل في طلبي مدير الشرطة واذا هو يفاجئني بقوله : . ه لدينا معلومات أكيدة عن انك رئيس جمعية تهدد كيان الدولة - 6 59 - 6 ولما كانت النجاة بالصدق وجب أن تخبرني بكل ما تعرفه عن ذلك » . وللحال و بدون اكتراث أجبته بأن سوق الوشايات أصبحت رائجة فيجب أن لا يؤخذ ما يتقوله المغرضون . . . وظل الرجل فوق الساعة يحاول انتزاع ما يعينه على ادانتي ، ولكن على غير جدوى وهنا ما راعني إلا أنه يسألني عما اذا كنت مشاركا" للسيد شكري القوتلي في الاعمال السياسية ؟ فنفيت ذلك البتة . ثم استملى يقول : وهل تنكر أيضا صداقتك له واتصالك الدائم به ؟ فأجبته بأن ما يقول حق ، 6