صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/66

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

ومرجعه صلتنا العائلية ، إلا انني في المدة الأخيرة قطعت ما بيني وبينه صداقة لاختلافنا في وجهة النظر . ومنذ ذلك العهد زال ما بيننا من وتمسكت بهذه الكلمات لا أزيد عليها حرفا . ولما تبلج الليل عن الصباح وهب الناس من رقادهم ولم أكن قد ذقت للكرى طعما ، أمر المدير بأن احمل الى خان الباشا . وهناك أودعت في احدى الغرف بالطابق العلوي ، موصدأ علي ، محالاً بيني وبين الاتصال بأحد . ولما كان البناء قديماً وليس للباب قفل محكم وانما يقفل بسلسلة من الحديد عليها قفل فقد كنت أتمكن من خلال الباب أن أرى ما يجري خارجاً ، فرأيت شكري باشا الايوبي وعبد الغني الرافعي وفارس الخوري وعمر الرافعي وسعدي المنلا وحميد باشا القلطقجي واخانا في الجمعية شكري القوتلي ، وكنت جد" تواق الى الاجتماع به ، وكانت الرغبة ذاتها تحفزه الى ذلك ولا انتصف الليل ، وتفقد ضابط الحرس جنوده ، عمدت الى الحارس ، وكان من جنود بلوك القادرية ذوي العائم الخضراء ، فرشوته على أن يهيء لي مقابلة شكري القوتلي الذي كان على نحوي يترقب الاجتماع بي يجد الحارس أية صعوبة في عقد اجتماعنا . فتقابلنا هو في الممر ، وأنا داخل الغرفة ، وابتدرته بقولي : « لقد قلت لمدير الشرطة في التحقيق الابتدائي انه حدث مؤخراً عداء عائلي فيما بيننا مما قسرنا على الانفصال ، فرجائي اليك أن تؤيد هذا القول . ولما كنا نحن الاثنين اعضاء الجمعية ، فعلينا أن نلقى وجه ربنا من غير أن تبدر ، ی فقط من منا كلة عن جمعيتنا وأعمالها . ولا شك بأن موتنا شرفاء خير من أن . • اعمالنا الوطنية ونكون سببا في اعدام غيرنا . فأيد رأيي نحين وندك صرح . الا انه قال : « والضرب والتعذيب والقسوة ؟ كيف يمكننا --- -- --