صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/67

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

تحملها ؟ » فأجبته : « نتحمل كل ما يمكننا تحمله ، ثم علينا بالانتحار عندما نستوثق من التخاذل وتحمل ما فوق الطاقة . ولنا بأخينا توفيق البساط اسوة ومثال . فقد انزلوا به من العذاب ما يزلزل الجبال ومع ذلك ظل قويا مستمسكا لا يتحلحل عن نفي التهم واعلان البراءة » . بانني محتفظ بموسى حلاقة في طيات معطفي وسأستخدمه لقص شرابيني ثم أخبرته موی عند مفصل اليد ، فأقر هذه الخطة وطلب أن أعطيه هذه الموسى ، فأحبته بأنها مدخري لا غنية عنها . فسألني : فكيف السبيل اذن الى الانتحار ؟ فأحبته : اذا أعجزك الحصول على حلاقة فما عليك إلا أن تصعد فوق درابزون المشى وتلقي بنفسك الى ارض الخـان فقال : واذا تهشمت أعضائي من غير أن أموت ، ثم استمروا في ، فتلك ولا شك الطامة الكبرى فقلت : ثق بأن ذلك أبعد تعذيبي مما تظن . ثم افترقنا على هذا الرأي ونمت ليلتي ملء جفوني بعد أن استوثقت من انني قمت بواجبي ، وما علي إلا أن أنتظر مصيري في اللحاق بغيري ممن سبقني من الاخوان لنيل الشهادة في ساحة المرحة ولما استيقظت وأرسلت النظر خارج غرفتي ، رأيت الدم يخرج من تحت باب الغرفة التي احتوت شكري القوتلي ، فهالني الأمر ، وأيقنت للحال بأنه استعمل ما اتفقنا عليه واني لأخفق الباب خفقا متداركا فيفتح الحارس فألفت نظره الى أن الدم يسيل من الغرفة المجاورة وانني كطبيب لا بد من أقوم . 6 بواجبي اسعافاً ا وهنا حصل هرج ومرج في السجن ، وارتبك لاجريح ضابط الحرس ، فلم يمانعني أحد اسعاف شكري القوتلي الذي كان قطع شرايين يده ، فوضعت عليها قطعة كبيرة من القطن وربطتها باحكام .