صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/68

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

رباط الحرب الذي يدخره كل ضابط وجندي ، فاستعاض بعض وعيه ربه ونصحت له بأن يتظاهر مثل المشرف على الموت ليمكن انقاذه من سجنه . فلبى وهو يقول لي بانه كتب ورقة تركها تحت الوسادة يذكر فيها انه ماض للقاء لا خوفا على حياته بل خوفا من اهانته بالتعذيب كما جرى الغيره وانه هو بريء والله على ما ذكره شهید . . . فتركت الورقة مكانها . وبعد ساعة وصل طبيب البلدية فؤاد الساطي وجراحهـا أبوه محمد علي الساطي ، فربطنا له الشرايين المقطوعة وتحمل ذلك دون أن يظهر عليه أي أثر للحياة ، وبعد ذلك نقل الى المستشفى 6 . وكان لهذا الحادث أثر سيء عند جمال باشا لانه ادرك أن الحراسة غير كافية ، فأمر بنقل ( سرية ) القادرية القائمة على الحراسة في خان الباشا وجعل مكانها السرية الخاصة المرتبطة به والتي كانت مكلفة بحراسة موقوفي عاليه . وقد تفقد قائدها حسني بك المسجونين واحداً واحداً عند تسلمه العمل ، الى أن رآني فحياني تحية الصداقة القديمة . وفي المساء دعاني الى غرفته حيث تناولنا معا الطعام . وكان مما قال لي : أنا واثق من براءتك . إلا انني أستغرب كيف أدخلوا اسمك في جميع القضايا السياسية العربية . وعلى كل فلن يكون عليك بأس ان شاء الله . وبعد بضعة أيام دعيت ثانية لغرفته ، وكان هناك شقيق جمال باشا الذي عالجته وأنا في سجن عاليه ، فاستشارني بأمر مرضه ، وأكد لي بأنه رئيس ديوان الحرب العرفي فخر الدين بك خيراً . وعند استجوابي كان التحقيق بدور معي على محاولة السيد القوتلي الانتحار ، وكيف وقع في الصباح الذي تلا دخولي إلى السجن وكانت أجوبتي منحصرة في انني أجهل كل شيء ، إذ كنت مسجونا سجناً منفرداً سيوسي بي - ۹۲ .