صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/76

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تمكنهم من عرقلة خط رجعة الجيش التركي بقواهم الخاصة فانهم أناطوا هذا الأمر الهام بالامير فيصل الذي كان يتشوق الى سورية ونجدة مواطنيه فيها ، فرحب بالأمر ، وأعد حملة من خيرة جنوده المدربين تحت قيادة نوري السعيد على أن يرأسها بنفسه . وهكذا غادرت الحملة أبا اللسل في 31 اغسطس 1918 قاصدة الأزرق وفي طريقها ارسلت السكة الحديدية الكائن بين المفرق والزرقاء بقصد مفرزة دمرت جسر عرقلة تموين الجيش العثماني المرابط في جبهة السلط وعمان . فبلغت الازرق في ١٢ ايلول . وقد بارح الامير فيصل أبا اللسل بالسيارة وكنت معيته . وتوقفنا في مضارب الحويطات ليستصحب شيخها عودة أبو تابه ورجاله ، ولكن الشيخ تردد كثيراً بحجة احتياج أهله للزاد وقاسي فيصل كثيراً من الصعوبة حتى تمكن من تدبير المبلغ الذي رضي . فأخذناه وابنه محمد معنا الى الازرق وعكف الامير على مخابرة مشايخ جبل الدروز وحوران معلنا قدومه لسورية لتخليص البلاد من المظالم والاهوال التي حلت بها طالباً اليهم الانضمام اليه . وكنت أقوم بوظيفة كتابة المخابرات . وقد حدث أثناء ذلك حادث غريب إذ أن محمد بن عودة أبو تايه عطلش فلم ير أحد أليق مني ليأتيه بالماء لان الفقيه وهو الوحيد الذي يعرف القراءة والكتابة بين البـدو هو أقل شأنا من الجميع . فأسرعت وأحبته الى طلبه لأن الوقت كان وقت عمل لا وقت ارشاد الجهلاء ، لكن فيصل لم يوافق على ذلك وقال لي : « على هؤلاء أن يعلموا بانك لست فقيها لدى قبيلة بدوية بل انني اعتبرك كأخ لي » . وأفهم ذلك كان حاضراً وفي اليوم التالي وصلت الحملة العسكرية الى الازرق . ثم وصلت P 6 -- ۷۰ –