صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/79

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

و بلغ مجموع القوات التركية التي أسرها العرب أكثر من (٢٥) الف جندي ، كما ان عدداً قد يزيد على هذا أخرج من صفوف القتال بسبب . المرض وانهاك القوى والاصابة أثناء المعارك . فلو أن جمال باشا وحكومة الاتحاديين سلكا مسلكا حكيماً العرب لكان تعذر على الانكليز اختراق جبهة فلسطين بقوة لا تزيد كثيراً على الـ (٢٥) الفا يقابلها عدد لا يقل عنها من الجنود الاتراك ، والسكان في الامكان أن ينضم الى القوى التركية أيضاً ما لا يقل عن هذا العدد من خيرة الجنود الاتراك الذين كانوا يقاتلون العرب ما بين المدينة ومعان ، ولا كان بإمكان الجيش الانكليزي الهجوم وجناحه الايمن غير مؤمن . ولقد أظهر العرب كل ما في وسعهم من نية حسنة لتفادي هذا المصير المشؤوم ، لكن تعنت الاتحاديين أوصلهم الي هذه النتيجة . هذا ولا شك أن العرب أو لم يقوموا بثورتهم المباركة لما أمكن الحيلولة دون انتصار الحلفاء وتسلم الاتراك وحلفائهم بدون قيد أو شرط ولكانت بلادهم مسرحاً لاستعار هولاً مما عانوه بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى أشد a وعندما دخلنا دمشق كانت الاعلام العربية ترفرف على مؤسساتها الرسمية إذ اننا كنا كلفنا رضا باشا الركابي وشكري باشا الايوبي بتشكيل حكومة وطنية في دمشق دون انتظار دخولنا بعد أن لم يعد في امكان القوي التركية المقاومة . إلا أن رضا باشا لم يكن في دمشق إذ عينته القيادة العثمانية قائداً عاماً للاستحكامات التي فكروا باقامتها حول المدينة للدفاع عنها . فاضطلع بذلك شكري باشا الايوبي ورفع العلم العربي بعد ظهر 30 سبتمبر على دار الحكومة وكان طيب القلب فوحد مساعيه الامير سعيد الجزائري وأخيه عبده وقبل تقدمهما عليه . وعندما بلغت مع .