صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/80

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

السراي كان لورنس قد وصل إليها فدهشنا من ذلك لأن المذكورين لم يكونا من الوطنيين الذين يعملون مع فيصل وانما كانا يعملان مع رجال الحكومة العثمانية ولها صلة بفرنسا . فلم نتحمل هذا الوضع بعد الانتصار الباهر الذي نلناه ورغب لورنس في تنحيتهما عن التدخل في شؤون الحكم فوافقته على ذلك ، فدخلنا هو السراي الكبير لمفاتحة الشريف ناصر بما تقدم ، إلا اننا فوجئنا بصياح وعربدة بالغرفة المجاورة بين عودة أبو تايه وسلطان الاطرش فخرجنا حالاً لإصلاح ذات البين فما كان من الأمير سعيد إلا أن كلف الشريف ناصر بأخذ قسط من الراحة في داره وغادر السراي . وكانت تلك خطة مدبرة لتفادي العاصفة إذ لم يكن من الحكمة أن يترك الشريف ناصر السراي في الوضع الحرج الذي كانت دمشق مسرحا له في تلك الساعات العصيبة وترغب بأخذ ، عوضاً عن الاضطلاع بمهام ترتيب شؤون الحكومة قسط من الراحة وكانت قوات الحملة العربية قد استلمت المباني الرسمية كما ان مقدمة الجيوش البريطانية قد وصلت اليها . فألح العقلاء على الشريف ناصر بالعودة حالاً الى السراي فعاد ومعه الامير سعيد وأخوه فتفاهمنا 6 الشريف ناصر وابلغ الامير سعيد لزوم التزامه بيته إلا أنه لم يرتدع بسهولة فحنق عليه لورنس وقال له : ان هذا ما يرتأيه من بيدهم الامر وان لم ترعو فان الشريف ناصر سيأمر القوى التي بامرته بالقاء القبض عليك ويحب تعلم بان القوى البريطانية أيضاً، مستعدة لمساعدة القوى العربية لتأمين الهدوء والنظام في المدينة . فخرج حانقا . وفي هذا اليوم السعيد كان الفرح يغمر سكان مدينة دمشق والاعلام العربية التي كنا أعددناها من قبل ترفرف في انحائها . وكان همنا الوحيد في ذلك أن - 74 - 6