صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/86

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وجه التيارات والمطامع الاجنبية التي تتجاذب الوطن متذائبة لاستعاره بعد تمزيق وحدته وكان الجنرال فون ساندرس باشا يبذل قصارى الجهد لجمع شتات ما تبقى من الجيوش التركية المتراجعة بادىء ذي بده في رياق فلم يتوفق . لكنه توصل بعد ذلك الى تأليف قوتين كل منهما تعد خمسة آلاف مقاتل ، وأمر احداها وكانت بقيادة مصطفى كمال باشا بصد القوى الحليفة في مشارف المعرة ، وتجمعت الثانية في شمال حلب . وفي 19 تشرين الاول دخلت القوات الانكليزية وفي مقدمتها قوة عربية غير نظامية الى حماه ولكنها لم تتمكن من التقدم إذ لاقت مقاومة عنيفة من القوات التي تحت قيادة مصطفى كمال ، فاستنجدت قوة العقيب البريطانية بفيصل ، فأسرعت الحملة العسكرية العربية بقيادة علي جودة المعاونتها مع جموع المتطوعين العرب ، فدخلت حماه ثم تمكنت القوى العربية بمساندة السيارات المدرعة الحليفة في ٢٣ منه من التغلب على القوى التركية في تلول المعرة وابو الضهور بقيادة تحسين علي بسبب مرض علي جودة واضطراره للبقاء في حماه ، وزاد عدد القوة العربية بما انضم اليها من عرب الشمال وفي ٢٤ تشرين الأول كانت حلب تعج بالعرب المسلحين الذين ينتظرون الهجوم ليشتركوا به . وفي ٢٥ منه هاجمت قوى الامير التي استلم قيادتها نوري السعيد حلب وبرغم المقاومة التي أبدتها قوى مصطفى كمال فقد تغلبت عليها القوات العربية واستولت على دار الحكومة مساء ٢٥ تشرين الأول بعد أن انضم اليها كل من تمكن من حمل السلاح من أهل المدينة ، الأمر الذي اضطر مصطفى كمال الى اخلاء مدينة حلب ومشارفها بسرعة فدخلتها على الأثر القوى البريطانية أي في ٢٦ منه . وكانت - ۸۰ €