صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/90

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الرنانة العذبة من مدعي الوجاهة أن يعدوا هذا التصريح مستنداً رسميا واعترافا بنيل البلاد العربية المنفصلة عن تركيا استقلالها . الا انني ، نظراً لاقامتي مدة طويلة في باريس واطلاعي على طراز المساعدات التي يعلنون انهم يسدونها للمغرب الأقصى والجزائر وتونس والتي لم يكن من شأنها إلا استعداد أهالي تلك الاقطار ، فقد اعتبرت هذا التصريح كارثة قاصمة ، لأنه اشتمل على المعونة والمساعدة من انكلترا وفرنسا للحكومة العربية التي وضعنا أسسها في دمشق لا الاعتراف باستقلالها التام . وقد ذكرت في هذه الاثناء ذلك الاعلان الذي نشر في محطات السكك الحديدية والترام في باريس يوم كنت فيها . وقد جاء فيه وجوب استصلاح الاراضي الزراعية في الجزائر من واردات الحكومة المحلية وكان من شروط شراء هذه الأراضي أن يكون الراغب افرنسيا مستعمراً ، أي لا يحق لاحد من الجزائريين أن يتملك ما هو بحاجة اليه من . هذه الأراضي . فأين العدل ؟ وهل هذا غط المساعدة التي يعلنون عنها وعنون بإسدائها على أهل تلك البلاد ؟ لذلك بحثت و الفتاة ، هذا الأمر وقررت أن تعلن أن البلاد متمسكة باستقلالها التام ووحدتها وفقاً للأسس التي قامت عليها ثورة الحسين العربية الكبرى ، وأيدتها البلاد كلها في قرارهـا هذا رغم تقولات الجبهة المعارضة الضعيفة وكان الأخ شكري القوتلي يعضدني بشدة لاسكات صوت جبهة الذوات المعارضة ، إذ كنا نحن الاثنان من هيئة الفتاة الإدارية اللذان يسعهما الاضطلاع بذلك بنجاح

  • * *

C وبعد أن استقرت الامور في العاصمة رغب الامير في زيارة حلب - ٨٤ -