صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/91

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عاصمة الشمال برفقة نخبة من شباب دمشق الوطنيين فغادروا دمشق الى زحلة ومنها الى بعلبك فحمص فحاه ووافوا الامير في معرة النمان من إذ لم تكن السيارات حينئذ متوفرة حتى يسافروا سوية ، وقد غادر الامير فيصل دمشق بالسيارة في 4 تشرين الثاني وبمعيته الدكتور أحمد قدري ومرافقاه فزار حمص ثم حماه حيث حل فيها ضيفا على آل العظم القديم ، وكان استقباله على طول الطريق استقبالاً شعبيا حافلاً بمظاهر التأييد وعرفان الجميل . ولحظ سموه في حماه شعاع نهضة شعبية أهم مظاهرهـا الاهتمام بنشر التعليم بين أبناء الشعب ، فاستنهض همم الاهلين لجمع التبرعات ونشر العلم ، فجمع في جلسة واحدة أربعة آلاف ذهبة ، ووعد الاهلون الامير بجمع ثمانية آلاف جنيه أخرى لسد هذا النقص تيمنا بزيارته لمدينتهم . وفي مساء الخامس من تشرين الثاني وصل الامير لمعرة النعمان فاستقبل أيضاً بالهتافات والزغاريد ، وأعد السيد الحراكي لسموه سماطاً عظيماً ، وقضى ليلته في ضيافته . وفي اليوم الثاني دخل حلب تواكبه هذه النخبة الممتازة من الشباب الدمشقي ، فاستقبلته الشهباء بشيبها وشبابها ونسائها وأطفالها وكانت الهتافات والزغاريد تشق عنـان السماء والورود والرياحين الملقاة على الامير علا الطرقات وشرع الأمير فيصل في تنظيم ادارة شؤون عاصمة الشمال وتوثيق عرى المحبة ، والعمل على الوثوق من اعتمادهم عليه . وقد أقيم له في 11 تشرين الثاني 1918 اجتماع حافل لاظهار تعلق الحلبيين به ولتلقي توجيهاته في نادي العرب الفسيح فألقى فيصل في الاجتماع أول خطاب سياسي ممتع له وهذا نصه ... خرج الاتراك من بلادنا ونحن الآن كالطفل الصغير ليس لنا بعد المقدمة م (6)

- ۸۵ - ، 6