صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/98

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كانت تؤلف ما يقرب من ثلث الجيش العثماني المخصص للحرب في جبهة فلسطين والحجاز ، كما أن من خطورة ثورة الحسين انها جعلت الجيش التركي في بلاء مستطير وتلقاء جم من العراقيل لأنه راح يحارب وكأنه في بلاد عدوه ، الأمر الذي شعرت به القيادة الالمانية وأشارت الى خطره وصعوبة اجراء الحركات العسكرية في مثل واقعه ، بل هي نصحت بالانسحاب من فلسطين قبل الهجوم البريطاني الكبير في ٩/١٩ ١٩١٨ الي خط أقرب للحدود التركية لتلافي الخطر.

وكانت الخطة التي سلكتها الحكومة الفرنسية إحاطة الأمير بجميع مظاهر التكريم والتبجيل بغية التأثير في نفسه وسيراً على السياسة التي تتبعها في شمال افريقية . ثم إقصاؤه عن الاشتراك في مؤتمر الصلح في فرساي ممثلا للعرب بالمؤتمر . فأعد لسموه صالون خاص أقله وحاشيته الى ليون ليزور الجبهة الغربية ، فاستقبل في ليون في ٢٧ تشرين الثاني 1918 استقبالاً عسكريا ، وكانت جنود الخيالة بأبواقها تحييه من المحطة حتى فندق ترمينوس الكبير الذي نزل به.

وقد التحق بالأمير في ليون الكولونيل بريمون ممثل الحكومة الأفرنسية في جده لمثل حكومته لدي فيصل وحده ، عوضاً عن لورانس الذي التحق بالأمير في مارسيليا كممثل للحلفاء . فأغضب ذلك فرنسا فأبلغته العدول عن مرافقة الامير ، في ليون ، واستعاضت عنه بيريمون .

وكان سمو الامير بارتدائه الملابس العربية ، وعلى رأسه الكوفية والعقال ، وبوجهه السموح المستطيل يوحي الى كل من يشاهده بنبالته وسمو وجاهته ، ويستميل اليه الافئدة والقلوب ، بل ان كثيراً

رجال الغرب المرموقين راح يشبهه بالسيد المسيح

- ۹۲ -