صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/99

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وواصل موكب الامير سفره من ليون مساء 30 تشرين الثاني الى أن بلغ بلغور في الصباح ، وكان بين مستقبليه السيد قدور بن غبريط . ووصل الى استراسبورغ في السادسة مساء وقد زار الأمير أثناء الطريق جبهة القتال في فردون ، وكان الضباط الفرنسيون الذين عهد اليهم أن يرافقوه يشرحون له تفاصيل المعارك الطاحنة وما أبلاه الجيش الافرنسي في مقاومة الالان بقيادة الماريشال بيتان ، وان المدينة التي أصبحت أطلالاً لاكبر شاهد على ذلك.

والواقع ان مدينة ستراسبورغ عبارة عن قلعة جميلة لا مثيل لها في حينها من حيث التحصينات القوية ، فالمدافع الضخمة لم تكن تشاهد من على سطح الارض وانما كانت أفواهها هي البارزة فقط استعداداً اصب الحمم ، وهي محفوظة في أبراج فولاذية متحركة . وكان سكان المدينة جميعاً تقريباً لا يتكلمون إلا الألمانية . وقد شاهدت في أحد المقاهي جوقة موسيقية تعزف ألحانا شجية وعند انتهاء العزف عرفت ( مارش المارسيلييز ) فلم ينهض لتحيته واحترامه أحد ، فما كان من العسكريين الموجودين هناك الا أن أعملوا فيهم الركل بالاقدام اكراها لهم على القيام احتراماً لنشيدهم القومي.

ومما لاحظت أيضا أن بعض سكان المدينة كان ينظر نظرة الاستغراب الى بالعي المأكولات والفواكه الفرنسيين ، اولئك الذين تحولوا من القرى الافرنسية المجاورة لبيع سلعهم في الميادين العامة . ثم ما ينتجه عملهم من اطراح بعض الفضلات من المأكولات على الأرض ، مما لا عهد للسكان بمثله

– ٩٣ –