صفحة:مرآة الحسناء.pdf/100

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٩٦
قافية الدال

وما الصبرُ في البلوى يروقُ سوى فتًى
درى ما يروحُ الدهرُ فيهِ وما يغدو
أمقبلةً كالريم تسعى إلى الحمى
أتدرين كم في البين أودى بي الوجدُ
حديثك ما أحلاهُ يا زينة الحلى
ولطفك ما أغلاهُ فالدرُّ فالشهدُ
أنختِ مطيَّ الوجد في كبدي وقد
غدا بي لعيس الذلِّ أثر الهوى وخدُ
طُبعْتُ على هذا الهوى فكأنني
حملتُ الهوى مذ كان يحملني المهدُ
أخذتِ بشرع الحبِّ قلبي تملكًا
وليس لهذا الأخذ طول المدى ردُّ
وقد نوَّعتْ عيناك جنس الغرام في
فؤَادي برسم السحر وهي بهِ حدُّ
فلم يخلُ قلبي لامتناع الخلاء من
هواكِ فتيهي إنني ذلك العبدُ
إذا اشتدَّ حر الشوق فاضت مدامعي
وعهديَ أن الغيثَ يصدرهُ البردُ
لجيدك بعتُ الدمعَ عند اللقا ولا
يُفكُّ رباطُ البيع إن ثبتَ العقدُ
فإن مسَّ خطُّ الحبِّ دائرة النهى
يقاطعها خطُّ الهدى، فالهوى رشدُ
ألا يا مهاةَ البان، رفقًا بمغرمٍ
سبى عقلهُ خدٌّ به قد زها الوردُ
بوجهك سلطانُ الجمال بدا وكم
يروعُ فؤادي فالعيون لهُ جندُ
أرى كلَّ جزءٍ من محيَّاكِ ينطوي
على كل حسنٍ برقهُ في الحشا رعد
أَبَنْتِ من الديباج نهدًا كأَنهُ
لجينٌ فكم قد شاقني ذلك النهدُ
تكلفني السلوان عنك عواذلي
وإنيَ لا أسلو ولو ضمني اللحدُ
فأسلوكِ إن عذَّبتِ قلبيَ بالجفا
وقامت من الأموات بعدَ البلى دعدُ
ولي مهجةٌ في الحبِّ قد قتلت ولا
غريمٌ لها إلَّا النواظرُ والقدُ