صفحة:مرآة الحسناء.pdf/101

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٩٧
قافية الدال

فيا ليت يشفي ما بقلبي من الظما
رضابكِ فهوَ الخَمْرُ والمسكُ والقندُ
بَعُدْتِ فأبعدتِ الكرى وأنا الذي
بحبكِ لي بالطيفِ بعد اللقا قصدُ
وجاء حسودي بالشماتةِ قائلًا
نأى عنكَ من تهوى وقد زارك السهدُ
دعي صحبةَ الحساد فهي مصيبةٌ
ولا وفقَ بين الحاءِ والهاءِ يا «هندُ»
رعى الله أيامَ اللقاءِ فإنها
تعيدُ التهاني للذي ضامَهُ البعدُ
ويا قاتلَ اللهُ الفراقَ فكم بهِ
حملتُ عذابًا ليس يحملهُ الصَّلْدُ
فسحقًا لهذا الدهر كم هو غادرٌ
وليس لدهرٍ قطُّ يا صاحبي عهدُ
أتاني بأحزان ک يعقوب حسرةً
فيا ليت أفراحي ب يوسفَ ترتدُ
حبيبٌ لقلبي طالما راحَ ذكرهُ
يروقُ لسمعي فهوَ لي في الظما وردُ
بهِ الودُّ دأبٌ لا يغيرُ كُنْههُ
حوادثُ فاكرمْ بامرئٍ دَابُهُ الودُّ
أخو همم أعلى من الزُّهر في السما
وذو شيمٍ أجلى من الزهرِ إذ يبدو
ودودٌ لهُ صيتُ السمؤَل بالوفا
كريمٌ عليهِ طالما هبط المجدُ
عليهِ شموسُ العزِّ والفخر أشرقت
فظللهُ من حرِّ أضوائها السعدُ
بذلتُ لهُ مدحًا غدا متعطرًا
بنشر معانٍ دونها أصبح الرندُ
لكلٍّ من الدنيا مقامٌ كقدرهِ
وهذا لهُ ذمٌ، وذاك لهُ حمدُ
وليس لكلِّ الناس بالقدر أسوةٌ
فما هي سيَّانِ الثعالبُ والأسدُ
وهل تحسن الأوعال جريًا على الثرى
إذا ما جرَتْ فيهِ السلاهبةُ الجردُ
ومن كان ذا جهدٍ بكلِّ أمورهِ
ولم يكُ ذا حظٍ فلا ينفعُ الجهدُ