صفحة:مرآة الحسناء.pdf/103

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٩٩
قافية الدال

قتلتُ عند اللقا السلوَّ وقد
دفعتُ من دُرِّ أعيني القَوَدا
لما رأَتني رَجَعْتُ منكسرًا
لحبها بالغرامِ مرتعدا
أبدتْ دلالًا بهِ سُلبتُ وما
أحلى الدلالَ الذي سبى الأُسُدا
وأرشفتني رحيق مبسمها
فحلَّ في مهجتي حلولَ ندى
لما التقينا عقيبَ فرقتنا
ومدَّ كلٌّ إلى السلامِ يَدَا
والودُّ قد ساق بيننا عتبًا
أعاد جمرَ الغرام مُتَّقِدا
قالت وقد أظهرَ العتابُ على
ألحاظها ما بودِّها شهدا
لا عتبَ إن تظهرِ السلوَّ فقد
أرحتَ قلبًا أذقتهُ النكدا
وإن مضى اليومَ عنكَ كلُّ هوًى
تقول لي أعيني يعودُ غدا
أجبتُ إن أُظهرِ السلوَّ فقد
أخفيت في القلب ذلك الكمدا
أفدي جمالًا حوى الكمالَ على
ذاتٍ بها اللطفُ كلهُ اتَّحدا
ما سلَّ سيفَ الفتور ناظرُها
إلَّا وفي القلبِ خلتهُ انغَمَدا
ففي شراك الشجون أوقعني
حسنٌ بهِ كلُّ معجزٍ وُجدا
وأورثتني العيونُ كُلَّ ضنى
فإن رجوتُ الخلاصَ لن أجدا
يا صاحِ، إن الغرامَ أتلفني
ولم تَدَعْ لي صروفهُ جلدا
فقلْ لمن يحسبُ الهوى سهلًا
إنَّ الهوى قد يشيِّبُ المُرُدا
لو كان ذو الحبِّ لا يذوقُ عنًا
لما درى لذَّةَ الهوى أبدا
لكنني لم أذلُّ قطُّ لمن
أهوى إذا شاء ذلني عمدا