صفحة:مرآة الحسناء.pdf/106

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠٢
قافية الدال

فجدتُ بالدمعِ إذ ضنَّت عليَّ بما
رجوتُ والبخل أمرٌ غير محمودِ
ومذ بذلتُ لها جودي وذا خلقي
بذلتُ في مدح نصر الله تجويدي
خلٌ وفيٌّ بهِ قامَ الودادُ أخو
لطفٍ عجيبٍ من الأرواح محسودِ
ماضي اليراعةِ، حاوٍ للبراعة قلْ
بادي الوداعةِ، ذو علمٍ وتوطيدِ
حوى العلومَ فأغْنَتْهُ فحاز بها
غنى السعودِ وما كلٌّ بمسعودِ
ندبٌ بليغٌ فصيحُ القول ذو قلمٍ
يُمَّهدُ العلمُ فيهِ كلَّ تمهيدِ
أهدى لنا نظمَ شعرٍ كاللآلئ قد
زها بمعناهُ زهوَ الدرِّ بالجيدِ
فأسكرتني معانيهِ برقتها
حتى كأنيَ حاسٍ بنتَ عنقودِ
من كل بيتٍ كسلكٍ صيغ من ذهبٍ
يُنَضَّدُ اللفظُ فيهِ خيرَ تنضيد
يا أيها الجهبذُ الحاوي الإخاءِ
ومن بنَى من الودِّ ركنًا غيرَ مهدودِ
لما زففتَ عليَّ اليومَ قاصرةً
من خدر ذهنك حازت كل تمجيدِ
أحيتْ فؤَادًا كساهُ البعدُ ثوب ضنًا
بعرف إنسٍ زرى بالندِّ والعودِ
يا قاتلَ اللهُ أيامَ النوى فبها
أطال شوقي إلى الغيَّاب تسهيدي
إن كان بعدُك يا ذا الودِّ أفقدني
نومي فصبري باقٍ غيرُ مفقودِ
فكن على الخطب منصورَ العزيمة ما
حويتَ فهم سليمان بن داوُدِ
وقال وقد بعث بها إلى الشيخ ناصيف اليازجي رحمه الله
لا تخشَ لا تخشَ ضيمًا أيها الأسدُ
أَنَّى يروعُك ضيمٌ منك يرتعدُ
كُلٌّ يُبَدَّلُ زهوًا كان أو كمدًا
وعندَ مثلك لا زهوٌ ولا كمدُ