صفحة:مرآة الحسناء.pdf/108

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠٤
قافية الدال

أصابَ حشاشتي عنتٌ عظيمٌ
غداةَ نأَت ركابُ ذوي ودادي
فوا شوقي لطيفهم وأَنَّى
يزورُ الطيفُ مسلوبَ الرقادِ
ولي في موقفِ التوديع نفسٌ
يرقُّ لحالها قلبُ الجمادِ
سفحتُ مدامعًا في البينِ تحكي
مدامعَ من مقيلاتٍ صوادي
تمادت مدةُ البلوى فراقًا
فيا ويلاهُ من هذا التمادي
فكيف يطيبُ لي عيشٌ وقلبي
بهِ للبين قد لعبت أيادي
بعادٌ قد أعاد القلبَ مني
كنار والأضالعَ كالرمادِ
إذا شطَّت ديارُ سعادَ عني
فلم يشطط هواها عن فوادي
ومذ ألوى الرحيلُ برحل سلمى
وسار الركبُ يضربُ في الوهادِ
ركبتُ الشوقَ إِثْرَهُمُ ذلولًا
ومائي الدمعُ والحسراتُ زادي
وهل سيَّانِ من يعلو المهاري
ومن يعدو على شوك القتادِ
لحا اللهُ الزمان ولا رعاهُ
فلا يَدَعُ الصلاحَ بلا فسادِ
زمانٌ يُعقِبُ النعمى ببؤسٍ
ويشقي الناسَ في كلِّ البلادِ
فكم ألقى على الدنيا خطوبًا
وكم أجرى دموعًا كالعهادِ
يشتِّتُ كلَّ شملٍ كالمنايا
ويبدلُ كلَّ قربٍ بالبعادِ
فوا فرطَ انتحابي واكتئابي
بفرقة من لهُ في القلب نادي
فتًى هُوَ لي من الدنيا مرادٌ
رعاني الله ما أسمى مرادي
هُوَ الخلُّ الوفيُّ لذاك إني
عليهِ اليومَ ألقيتُ اعتمادي