صفحة:مرآة الحسناء.pdf/109

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠٥
قافية الدال

إذا ناديتُهُ يومًا لأمرٍ
يقولُ أصبتَ خيرًا يا منادي
فلم أرَ مثلهُ في كلِّ عمري
فتًى عَمِدَ الثرى عالي العمادِ
فتًى وَصَلَ العشايا بالغدايا
على حفظ الصداقةِ والودادِ
أحاط بكلِّ صالحةٍ وفضلٍ
وحاز اللطفَ محلولَ القيادِ
أديبٌ حازمٌ فطنٌ لبيبٌ
صديقٌ مالهُ أبدًا معادي
قد اجتهدَ الزمان بأن يراهُ
سعيدًا والزمانُ أخو اجتهادِ
وأسقَاهُ من النعماءِ كاسًا
عليها بلبلُ العلياءِ شادي
فصالَ على العدوِّ بلا قراعٍ
وساد على الحسود بلا جلادِ
فكم أنا حائزٌ أنسًا وبشرًا
بصحبتهِ وكم أنا ذو رشادِ
وها أصبحت إِذْ أَجْرَى فراقًا
حليفَ كوارثٍ وأخا سهادِ
فوا ظمئي إلى ذاك المحيَّا
وهل يروى من الأنوار صادي
ألا يا ريحُ ليتكِ إن تسيري
إليهِ وتخبريهِ على انفرادِ
بأنَّ البعد أسقى الصبَّ كاسًا
أمرَّ لديهِ من حكم الأعادي
أيا مولاي ربَّ الودِّ إِني
ببعدك عدتُ في محنٍ شدادِ
أرومُ لقاكَ إذ ما لاح نجمٌ
كأَنكَ أنت ذاك النجمُ بادي
فلم أظفَرْ بغير زفيرِ قلبٍ
بهِ أورى النوى نارَ الزنادِ
تدثرَّ صهوة النكباءِ قلبي
تدثرَ فارسٍ متنَ الجوادِ
فإن أمسى جميلُ الصبر مني
كطيفك رائحًا فالشوق غادي