صفحة:مرآة الحسناء.pdf/110

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠٦
قافية الدال

أمات الليلُ نومًا كان يحيي
خيالك واكتسى حلل الحدادِ
فكن يا ابن الكرام لنا وكيلًا
وخاصمْ حكمَ بعدك ذي العنادِ
عسى يحظى بقربك من ينادي
لمن هذي الركائبُ في البوادي
وقال
تحير أربابُ الهوى في الورى بما
يكون شبيهَ الخال في صفحة الخدِّ
فشبههُ بعضٌ بحارس روضة
وقومٌ بزنجيٍّ، وآخرُ بالندِّ
وما الخالُ فوق الخدِّ عند ذوي النهى
سوى رمز حرق القلب في لهب الوجدِ
وقال
حال ما بيننا انقطاعٌ ولكن
ذا محالٌ على وشاةٍ وحسَّدْ
فكفاني أَني على الودِّ باقٍ
وكفاك الفخارَ أَنَّكَ أحمدْ
وقال
على الشهم فرضٌ أن يفي ذمَّةَ الوعدِ
لعمري فلم يخلِفْ بوعدٍ سوى الوغدِ
إذا لم يخنْ عبدٌ ولم يَرعَ سيدٌ
تساوى الورى والحرُّ أصبح كالعبْدِ
فلا بُدَّ من نذلٍ يخون وماجدٍ
يصونُ ليبدو موقعُ الذم والحمدِ
أذمُّ خبيثًا رامَ خدعي فغرَّني
بوعدٍ ولمَّا نال أنجز بالضدِ
وأعملَ في غدري عواملَ خبثهِ
فأشغلها علمي ونازعها رشدي
ولا فخرةٌ في خدع مثلي لخادعٍ
فإني سليم القلب لا ريبةٌ عندي
شنارٌ على المرءِ الخداعُ وذلةٌ
فذلك طبعُ الدبِّ والذئب والقردِ
ومن جعل الإفك المهين ذريعةً
إلى نيل عظمٍ عاد أخيبَ من خلدِ