صفحة:مرآة الحسناء.pdf/112

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠٨
قافية الدال

دنيا فلا ترعى الوفاء لأنها
أنثى وفي الأنثى الوفا لم يُعهَدِ
يهفو إليها الهائمون وغدرُها
يبدو لديهم كالغدير لدى الصدي
ذي خلَّةُ الإنسان فهو مولعٌ
بمحبة المُغربي وبغض المرشدِ
في العلم فضلُ العقلِ يقصد وهو لا
يُفْنَى ويُقصَدُ في الغنى فضلُ اليدِ
ما زلتُ أحمد كل ربِّ فضيلةٍ
حتى اغتنيتُ عن الجميع ب أحمدِ
أجل اغتنيتُ بمدح أحمدَ فارسٍ
عن مدحِ كلِّ سُمَيْذَعٍ أو سيدِ
هذا إمامُ العصرِ، حبرُ زمانهِ
بحرُ الحجا والفضل عذبُ الموردِ
علمُ العلومِ بدا على علمِ العلا
تهدي القريبَ إليهِ عينُ الأبعدِ
هو ناصرُ العربيَّةِ الفضلى وقد
وجدت بهِ الشرف الرفيع المحتدِ
ولقد جلا أسرارَها للناس في
سرِّ الليالي فيالسرِّ أمجدِ
منهُ الليالي السود أوجهها غدت
بيضاءَ واسودَّت وجوهُ الحسَّدِ
بكرٌ فلم يبدعْ إِمامٌ مثلهُ
فهوَ الفريدُ وقد أتى من مُفرَدِ
لا بدعَ في إبداع فارس ذا الهدى
هل في الشهاب سوى السنا للمهتدي
فردٌ حوى شرف النهى وهدى الحجا
حتى حكى فلك السهى والفرقدِ
غارت يتامى الدرِّ من ألفاظهِ
ودنت وهنَّ على نحور الخُرَّدِ
وعلت بلاغتهُ على قسٍّ وقد
ضُرِبتْ بها الأمثالُ دونَ تردُّدِ
وأتت براعتُهُ بكلِّ مؤَلفٍ
يغني الورى عن ألفِ ألفِ مجلَّدِ
تزهو براعتُهُ على النبراس إذ
يَحوْي ظلامًا ضمنها لم يوجدِ