صفحة:مرآة الحسناء.pdf/117

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١١٣
قافية الراء

على عرشهِ أثنى خفيٌّ وظاهرٌ
فزكَّى لسانُ السرِّ ألسنة الجهرِ
بهِ ازدانَ وجهُ الملكِ وافترَّ ثغرهُ
فحاكى سماءَ الزُّهرِ أو روضةَ الزَّهرِ
مليكٌ رمى أُسد العدى ونسورهم
بقوس هلالٍ نبلهُ نجمةُ الفخر
لذا نامتِ الأقوام تحت لوائهِ
أمانًا فأربابُ الغنى وذوو الفقرِ
وقد هفتِ الدنيا إليهِ وكلُّ ما
عليها ولم ينفرْ سوى البؤس والضرِ
فلا ريبةٌ والأمن في الشرق قد سرى
يحاكي نسيمَ الروض في وهجِ الظهرِ
هناك نظامٌ أخجلَ الغرب شملهُ
فيا خجلة اليعسوبِ من نحلة البرِ
فما الشرق إلَّا محتدُ السلم والهنا
وما الغربُ إلَّا مرسح الكرب والكَرِ
وها عندنا صدح الفضائل والتقى
وعندهمُ نبحُ الكبائر والشرِّ
فسلطاننا خير السلاطين كلهم
فأحكامهم تكبو وأحكامهُ تجري
عزيز الملا عبد العزيز الذي عنت
لدولتهِ الأقدارُ في البر والبحرِ
هو الناظم الشمل الذي ائتلفت بهِ
الوفُ قلوبٍ طالما كنَّ في نثرِ
أقام من الشرع الشريفِ مجلَّةً
بها امتزج الأحزاب كالماءِ والخمرِ
فراح الملا يعدون في سُبُل الولا
ولم يبقَ عدوانٌ لزيد على عمرِ
وطابت نفوسٌ، واطمأَنَّت مضاجعٌ
وقرَّت عيونٌ وارتدى الثغرُ بالبشرِ
نظامٌ يودُّ الدرُّ لو صيغ مثلهُ
غدا في نحور الملك أحلى من الدرِ
وقام على رُكن الأمانة والمنى
بمملكةٍ قامت على البيض والسمرِ
وما كان أغناها عن الخُطِّ والظبا
فحكمتها تبري وسطوتها تفري