صفحة:مرآة الحسناء.pdf/120

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١١٦
قافية الراء

هيَ الغصن والخطيُّ إذ تنثني إلى
عناقي وظبيٌ في الفلا حين تنفرُ
خذِ الحذرَ يا قلبي إذا ما رنت فمن
لواحظها سيفُ المنية يشهرُ
أيا طرفها السكران، ما لك حائرًا
أراعكَ قتلي لا تخف أنت تُعْذَرُ
عذوليَ دعني إنني لم أصخِ إذا
عذلت فذق ما ذقتُ علَّكَ تشعرُ
أتسلمُ يا إنسان من سطوة الهوى
وقلبُك موجودٌ وعينُك تبصرُ
مُنَعَّمَةٌ قد حيرتني بدَلِّها
ومن ذا الذي يهوى ولا يتحيرُ
إذا شاهدتني ناظرًا وجهها رخت
لثامًا وإن غضيت طرفي تسفرُ
وإن تبتسم تجعل على الوجهِ كفها
حياءً فبدرٌ بالثرياءِ يُسترُ
مُذُ الحبُّ راضاها أتتني وقد بدا
بوجنتها وردُ الصَّبابة يزهرُ
وتاهت، وقالت: يا كثير الهوى إذا
أذبتك إعراضًا فماذا تصيرُ؟
فقلت لها: حاشاكِ من قسوةٍ أما
حرارة إشفاقٍ بقلبك تنشرُ؟
فقالت: أنا قلبي حديدٌ، أجبتها
وليس بهِ مجرى الحرارة يَعْسرُ
إذا ما أزادت صدَّها ونفارها
تيقنتُ أني بالوصال سأظفرُ
ويزداد وجهُ الليل في الأفق ظلمةً
إذا كان نورُ الفجر أوشك يظهرُ
ويا رُبَّ بؤسٍ جاء كان طليعةً
لجيشٍ هنًا إن الزمانَ يغيرُ
كتمت عن الخلان سري في الهوى
لعلمي أَنَّ الناس داءٌ مدمرُ
يكدِّرُ عيش المرءِ صفو ضميرهِ
وقد ينفع المرءَ الضمير المكدرُ
إذا كان في الإنسان طبعٌ يظنهُ
بكلِّ امرئٍ والطبع لا يتغيرُ