صفحة:مرآة الحسناء.pdf/121

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١١٧
قافية الراء

ومن كان يمشي في البحار فإنهُ
يرى الأرض والأجبال تمشي وتعبرُ
إذا رمتَ تخفي عن عدِّوك حاجةً
فإياك إعلام الصحاب فيشهروا
تغرُّ الفتى دنياهُ وهي دنيةٌ
وتملا لهُ كاس الرجاءِ فيسكرُ
ولولا الرجا ما لذَّ للمرءِ عيشهُ
ونفس الفتى باليأْس لا شك تصغرُ
حياةٌ إذا طالت يطول بها البلى
وكم عيشةٍ منها لنا الموت أسترُ
فقد ناعَ «نعمانٌ» كما تاع تبَّعٌ
وكُسِّر كسرى ثم قصِّرَ قيصرُ
وأطيب عيش المرءِ في زمن الصبا
وأخبثهُ يوما يشيب ويكبرُ
ويصفو بياض الشمس في قبة الضحى
ولكنهُ عند الغروب يعكرُ
وقال مبهمًا ما بين المدح والهجو
قد أخبروني عنك يا هذا بما
لا أشتهيهِ للعدوِّ المفتري
ومذ اختبرتك رحت أضحك قائلًا
يا خجلةَ الأخبار عند المَخْبَرِ
وقال
غرامٌ في الفؤَاد لهُ مقرُّ
وأشواقٌ وما للصب صبرُ
أيلقى العاشقون جميلَ صبرٍ
وفي أحشائهم قد شبَّ جمرُ
تحاربنا العيون وهنَّ بيضٌ
وتقتلنا القدود وهن سمرُ
كلفتُ بأغيدٍ باهي المحيَّا
بقلبي من شمول هواهُ سكرُ
فتنتُ بطرفهِ، ورُميتُ فيهِ
فقال العاذلونَ عراهُ سحرُ