صفحة:مرآة الحسناء.pdf/123

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١١٩
قافية الراء

إذا ما براك الحبُّ يا قلب فاصطبرْ
فعند الجفا يُبري وعند الوفا يبري
لعمرك سلطانُ الهوى خضعت لهُ
قلوبُ الورى وهو المليكُ مدى الدهرِ
أيا منيةَ القلبِ الذي ذاب بالجوى
ألا فانظري نحوي ولو كان بالشذرِ
خذى ما بقي مني فلم يبقَ لي سوى
أنينٍ وأشواقٍ إليكِ الهوى العذري
إذا رمتِ قتلي في هواكِ تعمُّدًا
فلا حاجةً لي صانكِ الله بالعمرِ
فروحي قد راحت، وجسمي لكِ البقا
وممَّا اعتراني بالغرام عفا صبري
هبي متُّ عشقًا لست أسلوكِ فالمدى
يحنُّ إليكِ العظمُ من داخل القبرِ
تقولين لي: قد بحتَ بالسر ملعنًا
فسمْ يا خئون السر صبرًا على الهجرِ
أنا لم أبح بالسر والله إنما
جفاكِ برى جسمي فشفَّ عن السرِ
أما منكِ إشفاقٌ فإن النوى فنى
وجودي فجودي بالوفا ودعى عذري
لقد جمع الله المحاسن كلها
بوجهكِ والضيقات جمَّع في صدري
ألا يا مهاةً قد سبتني بوجنةٍ
بها الوردُ مغروسٌ وماءُ البها يجري
بعصركِ أنتِ بالجمال فريدةٌ
كما أنني في حبِّكِ أوحدُ العصرِ
فيا منيتي عطفًا على مغرمٍ شجٍ
بحبكِ لاقى اليوم مستصعب الأمرِ
صبرتُ على ذاك الجفا منكِ فاحلمي
على صبوتي والعقل بالحلم والصبرِ
رثاءٌ اقترحهُ عليهِ أحد أصحابهِ في حلب
أسفًا على الغصن الرطيب الناضرِ
وعلى سنا ذاك الهلال الزاهرِ
يا مهجتي ذوبي، ويا قلبُ اضطرمْ
وترقرقي يا دمعتي وتناثري