صفحة:مرآة الحسناء.pdf/125

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢١
قافية الراء

جعل الزمان عماءَ هذا الجيل في
عينيهِ عنكَ وعينُ ربك تنظرُ
فمردتَ حتى صرتَ أكبرَ ماردٍ
وظننتَ أنَّ الدهرَ لا يتغيرُ
هل فتنةٌ قامت ولم تكُ ربَّها
أو هل عداك دمٌ بروعٍ يهدرُ
أملأتَ كلَّ الأرضِ أهوال الوغى
حتى عَرا الأيَّامَ منكَ تحيرُ
وسقيتَ خيرَ الأرض خيرَ دم الملا
لما زرعت مطامعًا لا تثمرُ
لا أعتبنَّ عليك بل عتبي على
دهرٍ حماك وأمةٍ تستهترُ
والدهرُ يُعذرُ فهو يحمي سرَّهُ
لكنما أهلُ النُّهى لا تعذرُ
قومٌ لهم دأبُ الفلاحِ فكيف قد
خاروا غريبًا حار كيف يدَمرُ
عجبًا لهم أَنَّى عتوا وتعبدوا
وهمُ الذين لكلِّ عبدٍ حرروا
ذي أمةٌ فَضُلَتْ وسادت وارتقت
وعلى الخليقةِ فضلها لا ينكرُ
منها التمدُّنُ والتهذُّبُ والهدى
يبدو ومنها كلُّ نورٍ يظهرُ
لكن قضاءُ الله لما جاءَها
عثرتْ وأيُّ قبيلةٍ لا تعثرُ
ما ضرَّ رونقها اغبرارٌ ينجلي
هل يبخسُ الياقوتُ إذ يتغبرُ
قد خانها ذاك الغريبُ وليس ذا
عجبًا فسوءُ الأصلِ منهُ مقرَّرُ
وأضلَّها وأذلَّها وأقلَّها
وبمالها قد كان سرُّا يتجرُ
بل ما أذل بذاك إلَّا نفسهُ
وعلى مذلتهِ ستروي الأعصرُ
بئس الخيانةُ منكَ يا رجل الدها
والله مثلك لا يسودُ ويقدرُ
وإذا تغاضى الدهرُ عنك بسؤددٍ
فلكي يعيدَ بلاكَ أمرًا يذكرُ