صفحة:مرآة الحسناء.pdf/128

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٤
قافية الراء

وهيهات أن يرجى من الدهر للفتى
صفاءٌ إذا كان الزمان مكدرا
وكُلُّ امرئٍ طورًا يكونُ ميسرًا
يجولُ على النعمى وطورًا معسرا
زمانٌ غدا للناس دائرة الضنا
يمرُّ بها قطرُ المنونِ كما ترى
وأخبثُ أدهار الورى دهرنا الذي
بهِ قد رأينا كلَّ خطبٍ مدهورا
فما حيلةُ الإنسان إن كان دهرهُ
يجيش عليهِ من بلاياهُ عسكرا
لحا الله عصرًا صار في الشرق مظلمًا
وفي الغرب قد أضحى بهيًّا منوَّرا
يظنُّ الفتى أن الغنى عضدٌ لهُ
ولم يدرِ أن الدهرَ يهوى التدمرا
فكم بلدٍ أشقى فبلبلَ بابلًا
وصادمَ صادومًا ودمَّرَ تدمرًا
ولا أسوةٌ بين الآنام فبعضهم
يسودُ القرى والبعضُ يحتاج للقرى
وهذا أديبٌ ينظم الشعر مطربًا
وذلك فدم لن يذوقَ ويشعرا
وما الشعر ما جاءت عليهِ مفاعلن
وكان بهِ طيٌّ وخبنٌ تعذُّرا
إذا لم يكن للشعر معنًى ورقةٌ
فليس بهِ من لذةٍ للذي قرا
وكم شاعرٍ في نظمهِ خللٌ فمن
كلامٍ بلا وزنٍ وعجزٍ تكرَّرا
الوداع
جادَتْ لنا بوداعها إثرَ السرى
تلك التي بخلت بطيفٍ في الكرى
رحلت فراح القلب يحدي ظعنها
فمتى يعاودُ بالتلاقِ مبشرا
ورنت بطرفٍ ملؤُهُ غصص النوى
فأنا قتيلُ نوًى وطرفٍ أحورا
قربت فكانت في الفؤَادِ ندًى ومذ
بَعُدت غدت نارًا بهِ فتسعرا