صفحة:مرآة الحسناء.pdf/130

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٦
قافية الراء

من ثغرها لفمي ألذُّ طلًا ومن
وجناتها لي أطيبُ الأزهارِ
كم ليلةٍ قد بتُّ وهي نديمتي
أجني ثمارَ الوصل في الأسرارِ
والنجمُ مشتغلٌ بنقب الغيم كي
يرنو إليَّ كراقبٍ متوارِ
تعطو بجيدٍ كالغزالِ وجهها
مثلَ الغزالة حاملُ الأنوارِ
وعلى بهيِّ جبينها قد لاح لي
إكليلُ زهرٍ فاحَ كالمعطارِ
يا ربَّةَ الحسن الذي سجدت لهُ
روحي وقد رنت بهِ أشعاري
كلَّلتِ رأسكِ بالزهور وأنتِ في
ظفرٍ عليَّ فكللي بالغارِ
يا طولَ ليلٍ قد أطلتُ بهِ البكا
شوقًا إليكِ وأنتِ ذاتُ نفارِ
ما فاز طرفي من سناكِ بنظرةٍ
إلَّا يعودُ بحيرةِ المحتارِ
تاهت بيَ الأشواق في قفر الدجى
تيهَ السرى في سبسبٍ غرَّارِ
فكأنَّما أسدُ السما يبغي دمي
وتدوس قلبي أرجلُ الجبار
وخيالُكِ الوهميُّ فوق نواظري
متوقفٌ كالنور فوق النارِ
ألقي يديَّ على الخلاءِ كأَنني
أرجو معانقةَ الخيالِ الساري
واهًا فلا شيءٌ أعانقهُ سوى
لهب الزفيرِ ومدمعٍ مدرارِ
فالشوقُ أملأَ أعيني فتبادرت
منها الدموعُ تبادر الأمطارِ
وعلى حشايَ برجلهِ ضرب الغرا
مُ فهاج بركان الزفير الواري
وقال
أقبلت تسفرُ عن قمرٍ
فغدا عقلي على سفرِ