صفحة:مرآة الحسناء.pdf/131

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٧
قافية الراء

غادةٌ هيفاءُ إن خطرت
غادرت قلبي على خطرِ
وإذا ما نظرت سلبت
كبدي بالغنج والحورِ
جلَّ من ضرَّج وجنتها
بمياهِ الحسن والخفرِ
ثغرها يهدي المتيَّمَ إن
بسمت كنزًا من الدُّررِ
ظفرت بالعقل طلعتها
ولكم للحسن من ظفرِ
كيف لا أعشقُ منظرها
وأنا في الناس ذو نظرِ
ما بدت إلَّا لتسلبني
ببديع المنظر النضرِ
لعب اللطفُ بمعطفها
فانثنت تشكو من الأُزُرِ
قدُّها يزهو بميلتهِ
زهوةَ الأغصان بالثمرِ
والهوى لولا ضفائرها
ما قضيتُ الليل بالسهرِ
ذاتُ فرعٍ قد رأيت بهِ
غيهبًا يعلو على قمرِ
وقوامٍ لم يشنهُ سوى
أَنَّهُ يهتزُّ كالسمرِ
فسواها لا أرومُ ولا
يرتجي الأعمى سوى البصر
كم أتتني بالدلالِ فكم
أودعت قلبي من شررِ
أرتجي القربَ فتبعدُني
وإذا استنجدتها تجُر
إن أكن أعتب فهو على
أعيني والقلبِ والفكرِ
قربتْ أو بعدت هيَ لي
منتهى الآمالِ والوطر
زادني إعراضها شغفًا
هكذا شأنُ هوى البشرِ