صفحة:مرآة الحسناء.pdf/132

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٨
قافية الراء

بهواها ذقتُ كلَّ أسًى
وعلا الشيبُ على شعري
ليتَ لي خلًّا يساعدني
أو يرى ألَّا يرى كدري
لو ترى للخير من مائةٍ
واحدًا لم تخشَ من ضررِ
وقال إلى صاحبٍ لهُ
ما أومض البرق إلَّا أومض البصرُ
إلى منازل من سكَّانها القمرُ
وما سرت نسمةُ الأسحار نافحةً
إلَّا وقلبي بنار الشوق يستعرُ
تهتاج وجدي ورق الدوح إن صدحت
وكم أهيمُ إذا ما غرَّدَ الوترُ
والحبُّ حربٌ لها نارٌ تثور على
كلِّ القلوبِ ومن أجنادها الفكرُ
لا أشكون الهوى العذريَّ إن عبثت
صروفُهُ بفؤادي فالهوى قدرُ
هيهاتَ يأمَنُ مِن غدرِ الجمال فتًى
يخونهُ الصاحبانِ القلب والنظرُ
وطلعةُ الحسن إن لاحت لعاشقها
يُطوَى التصبُّر والأشواق تنتشرُ
بالنفس حسناءَ تحييني إذا نظرت
نحوي ويقتلني من طرفها الحورُ
لمياءُ تزهو بنسرينٍ يكللهُ
وردٌ تجلى عليهِ النرجس النضرُ
وتنثني بقوامٍ زانهُ مَيَلٌ
منهُ تبدَّى لعيني الليلُ والسحرُ
قدٌّ هداهُ الصبا عجبًا وذا عَجَبٌ
فالغصنُ يهدي ولا يهدى لهُ الثمرُ
يميلُ سكرًا بخمر الدلِّ معطفها
وطرفها فيهِ يجلى الشوقُ والخفرُ
يبدو على الخدِّ منها للحياءِ ندًى
إذا بدت وهو في قلبي لهُ شررُ
كم ليلةٍ للقاها بتُّ منتظرًا
ولذَّةُ الحبِّ حين الوصلُ يُنْتَظَرُ