صفحة:مرآة الحسناء.pdf/133

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٩
قافية الراء

تأتي وشهبُ الدُّجى كالسفن تسبح في
لجِّ الفضا وشراعُ النور منتشرُ
والبدرُ يرسمُ شكل الدائرات على
سطح السما وزوايا الأفقِ تزدهرُ
أحاذرُ الصدَّ إذ بالوصل تسمح لي
يومًا ومما يصيبُ العاشقَ الحذرُ
ما زال يحملُ قلبي كلَّ عائدةٍ
من ذلك الهجر حتى كاد ينفطرُ
يا غادةً غادرت عينيَّ مذ غدرت
بالعهد تسكبُ من آماقها غدرُ
أما رثى قلبُكِ القاسي لسقميَ إذ
رثى لجرح فؤادي بالهوى الحجرُ
إن كنتُ أذنبتُ ذنبًا فهو عن خطاءٍ
مني وها اليوم عمدًا جئت أعتذرُ
أناخَ حبكِ في قلبي مطيتهُ
فليس يرحل حتى يرحل العمرُ
فكم تحملتُ من تلك المحبة ما
لو يحمل الصخر منهُ البعض ينفجرُ
دمعي كطوفان «نوحٍ» سال منهمرًا
وفي الحشا نارُ إبراهيم تستعرُ
أخو ودادي من أضحت سجيَّتُهُ
ظرفًا بهِ كلُّ ظرفٍ راح ينحصرُ
ندبٌ بهِ الفضل قد قامت دعائمهُ
دومًا ومنهُ مياهُ اللطف تنحدرُ
يزهو على الناس في علمٍ وفي عملٍ
من تالدٍ وطريفٍ فهو مفتخرُ
لهُ على فصلهِ والفضل بينةٌ
أتى بها الشاهدانِ الخبرُ والخَبَرُ
يسعى إلى الخير سعيًا لا يخامرُهُ
ضعفُ العزيمة والمفضالُ يقتدرُ
وربَّما القلمُ المبريُّ يفعل ما
لم تستطع فعلهُ الأسيافُ والسمرُ
رقت إلى أُفق النعمى مراتبهُ
حتى تعجَّبتِ الجوزاءُ والزُّهرُ
يا كوكبًا بسماءِ الودِّ مركزهُ
طرفي برصدك قد أضحى لهُ وطرُ