صفحة:مرآة الحسناء.pdf/135

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣١
قافية الراء

أنا لست أسلو حبها وجمالها
وخيرٌ لمن يسلو الهوى الموتُ فالقبرُ
أيا عاذلي، لو كنت تفهم ما الهوى
لما لمتني واللومُ يا صاحبي مرُّ
ففهمك في ذكر السوى هو فاسدٌ
وقد تفسدُ الأفهامُ إن فسد الذكرُ
تميل نفوس الناس طبعًا إلى الهوى
وإنَّ الهوى جنسٌ وأنواعهُ كثرُ
رعاها إلهي كم حبتنيَ وصلها
وفي الوصل ما تحيا النفوسُ وتنسرُّ
وقد ساهرتني والكواكب طلَّعٌ
وكم ساهرٍ في الليل ساهرهُ البدرُ!
وقد هاجرتني لا ملالًا تدللًا
وأصعبُ شيءٍ في الهوى الصد والهجرُ
فها بعتها روحي وما احتجت شاهدًا
شهود الهوى الأسقام والدمعُ والزهرُ
وأخفيتُ سرَّ الحب حتى عن الصبا
وقد قلَّ من يُخفي بجانبهِ السرُّ
ولا نفعَ للإنسان في كتم سرِّهِ
إذا ما استوى بين الورى السرُّ والجهرُ
رضعتُ هوى ذات الجمال فمضَّني
وربَّ رضيعٍ كان داءً لهُ الذرُّ
لقد أسرتْ قلبي بعينٍ كحيلةٍ
رعى الله عينًا دأبها الفتك والأسرُ
من الغصن حازت ميلهُ وهو لينها
مقايضةُ الأحباب ما مسها ضرُّ
لها طلعةٌ غراءُ تزهو كأنها
طلاقةُ من قد زانهُ العزُّ والفخرُ
صحيحُ مقال يسبق القول فعلهُ
صريح ودادٍ زانهُ الإنس والبشرُ
يصون ويرعى حرمةَ العهد والوفا
على أنَّ حفظ العهد يحسنهُ الحرُّ
لبيبٌ، زكيُّ العقل، ذو فطنةٍ جلا
سناها ظلام الغامضات فلا عثرُ
وفكرٌ لهُ كالبرقِ يُسرع حدَّةً
إلى فهم ما لم يستطع فهمهُ فكرُ