صفحة:مرآة الحسناء.pdf/136

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣٢
قافية الراء

فمن ذهنهِ نارٌ، ومن فمهِ ندًى
ومن لفظهِ درٌّ ومن يدهِ بحرُ
وإن يبكِ أهل الشح ضاحك سحِّهِ
فكم خُزيَ الخزَّانُ إذ همل القطرُ
توهم قومٌ أسوةً لهم بهِ
أَسيان عند العارف الترب والتبرُ
ومن رام يحذو حذوهُ فهو عاجزٌ
وهل إبرٌ يَفْعَلَنْ ما تفعل السمرُ
ولا أسوةً للناس إلا إذا استوت
أصابعهم هيهاتُ فالطول والقصرُ
ولولا ذوو الراحاتِ أين أخو الغنى
وليس الغنى يغني إذا أفقد الفقرُ
ثلاثة أشياء يسود بها الفتى
على الكلِّ وهي العقل والمال والدهرُ
ألَّا أيها الحاوون كلَّ شهامةٍ
نذرتُ لكم مدحي ولا يُفسدُ النذرُ
وها حلب الشهباء روضٌ، وأهلها
غصونٌ وأنتم نفحةُ الزهرِ والنهرُ
فحقٌّ لكم ما الأفق لاحت نجومهُ
ثناءٌ حميدٌ فاحَ من طيبهِ النشرُ
وقال
قتلت لحاظك يا غزال تصبُّري
قتلًا دعا هممي لأخذ الثارِ
ولذا بدت في القلب معركة الهوى
ما بينَ أشواقي ونزعِ العارِ
لكنَّما الأشواق قد غلبت وها
قد عدتَ أنتَ مكللًا بالغارِ
فاحنن على ضعفي، وراعِ تخشعي
يا من كساهُ الحسن بالأنوارِ
لا سلوةٌ لي عن هواكِ ولو بدا
منكِ الجفاءُ محمَّلًا بنفارِ
هيهات يشملني السلوُّ وأنت في
كبدي سكنتَ وجلت في أفكاري
ما لي أرى قلبي لصدري قارعًا
يحكي أخا هَلعٍ مريدَ فرارِ