صفحة:مرآة الحسناء.pdf/137

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣٣
قافية الراء

لم أدرِ من سبب سوى أَنَّ الهوى
ألقى خيالك فيهِ وهو الساري
وقال إلى صديقٍ لهُ
علامة الشوق
قم بكرةً واجلُ ظلمةَ الكدرِ
بنيِّر الكاس وأصغِ للوترِ
واقطفْ زهورَ الصبا ألست ترى
مُدَّت إلى قطفها يدُ الكبرِ
في روضةٍ قد زهت بسندسها
وابتسمت بالندى عن الدُّرَرِ
فيها غصون الأراكِ قد رقصت
لما شدا العندليبُ في السحرِ
سرت نسيم الصباءِ حاملةً
في جيبها طيبَ نفحة الزَّهرِ
فانهض بنا يا أخا السرور إلى
نهب الصفا نقضِ لذَّةَ العُمُرِ
أما ترى النورَ كالوشاح غدا
للأفقِ أزرارُهُ من الكُررِ
والشهبَ في قبَّة السماءِ بدت
كنرجسٍ في حدائقٍ خُضرِ
قد ظلَّ قطبُ الشمال مزدهرًا
بانجمٍ لم تغبْ عن البصرِ
والأرض تجري بنا كمركبةٍ
على الفضا بين أنجُمٍ كُثُرِ
أشعةُ البدرِ في الغمام دجًى
تُبدي لنا رسمَ أفخر الصُّورِ
حتى انتضى الفجرُ سيفهُ وفرى
نحرَ الدُّجى ثم صاح بالظفرِ
دُقَّتْ طبولُ الصباحِ وانتشرت
اعلامهُ فوقَ أرؤس الشجرِ
والليل قد هارَ والنجوم غدت
تجري إلى الغربِ وهي في ذَعرِ
والقوس بالسحبِ عاد في أُصُلٍ
يرمي الروابي ببندقِ المطرِ