صفحة:مرآة الحسناء.pdf/14

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠
قافية الالف

حتى مَ تدعو المَيْتَ من جوفِ الثرى
أنَّى نجيبكَ صخرةٌ صمَّاءُ
ولو الدموع نفعنَ في الرزءِ الفتى
لبكى الجميعُ معاً فكم ارزاءُ
لم يخلق اللهُ المدامعَ للبكا
بل لانجلاءِ العين حين تُساءُ
والحزن تطلبهُ الطبيعةُ عندما
يردُ الاسى والعقلُ ليس يشاءُ
يتحاربان على المدى حتى اذا
غلبَ التعقُّل تبرزُ السرَّاءُ
ما في الوجود مسرَّةٌ فاذا بدت
سرَّاءُ قل هذه هي الضرَّّاءُ
لو كان في الدنيا ثباتٌ كان لي
فرحٌ ولكن تُبدَلُ الاشياءُ
والناس تمضي حسْبَ حال زمانهم
كالشمس تمضي حسبها الافياءُ
أنَّى تملّتني الحيوةُ وكلُّها
وهمٌ فصبحٌ ينقضي ومساءُ
ما العمرُ ما الافراحُ ما النعمى وما
هذا الوجود وما هي الدنياءُ
رنَّاتُ صوتٍ في الهواءِ تروحُ او
لمعاتُ برقٍ بعدهُ الظلماءُ
لا خلدَ في الدنيا لنا فعلى الملا
للموت شُنَّتْ غارةٌ شعواءُ
والموتُ للحيَوانِ ضربةُ لازبٍ
فيهِ لكلِّ ذوي الحيوةِ غِذاءُ
يا مولعاً بالحسن قبّل ذا الثرى
فالحسنُ بُطوَى فيهِ والحسناءُ
وتوقَّ ان تطإِ الترابَ فرُبَّما
منك الملوكُ تُطاءُ والعظماءُ
ان الحيوةَ على المحيَّا برقعٌ
حسَنٌ تقومُ وراءَهُ الاسواءُ
يا اعين العِيْنِ الملاح تأَمّلي
كيف العيونُ تغورُ والعيناءُ
اين المحاسنُ این انوارُ الصِّبا
اين البها والطلعةُ الغرَّاءُ