صفحة:مرآة الحسناء.pdf/150

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٤٦
قافية الراء

فهل تُعيدُ اللقا يا من رحلتَ بلا
زادٍ وخلَّفتَ دمع الأهل منهمرا
من ذا دعاكَ إلى هذا الرحيل فيا
ويلي على كوكبٍ مذ غاب ما ظهرا
ما للعيون التي كانت تغازلنا
مثل الغزال غدت لا تعرف النظرا
يا للمصيبةِ قد سلَّ القضاء على
كلِّ العبادِ سيوفًا تفلق الحجرا
فيا حمامَ الروابي نُحْ عليهِ ويا
أهلَ الحمامِ اندبوا فالصخرُ قد فطرا
قولوا وتاريخنا نوحٌ يعجُّ لهُ
كلٌّ على موتِ ميخائيل قد حُسرا
سنة ١٨٦٢
أثر الصداقة
غطِّي محيَّاكِ إن الطرفَ قد نَظَرَهْ
فما محيَّاك إلَّا أسحرُ السَّحَرَةْ
وإن بسمتِ احجبي بالكفِّ ثغركِ عن
عين المحبِّ وإلَّا فاحرسي بَصرَهْ
سبحانَ خالق هذا الحسن كيف بهِ
تطيبُ نفسي وقد أورى بها شررهْ
وكيف يعشقُ قلبي منكِ؟ وا عجبًا
طرفًا بباترِ ذاك السحر قد بتَرَهْ
طرْفٌ أثار حروبَ الحبِّ في كبدي
لما أقامَ على عرش الهوى حَوَرَهْ
أفدي الجمالَ الذي مذ مدَّ شوكتهُ
سطا على الحرِّ في الدنيا وقد أسرهْ
حسنٌ بقتلي قضى بين الترائب في
شرعٍ على صفحة البلُّور قد سطرهْ
حتامَ حسناءُ تَجفين المحبَّ فإن
كان الجفا ليلهُ بات الرجا قَمَرهْ
والله ما الليل إلَّا الفرعُ منكِ فلا
برحتُ أسهرُهُ حتى أرى سَحَرَهْ
مهلًا فهلَّا كفاكِ الصدُّ فانعطفي
على فؤَادي فإن الصدَّ قد فَطَرَهْ