صفحة:مرآة الحسناء.pdf/177

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٧٣
قافية العين

كم بتُّ والليلُ كالاشواق مزدحمٌ
ارعى النجومَ وفي قلبي الغرام رعى
انوحُ جنحَ الدُّجى نوحَ الثكولِ ولم
انظر لصوتي غيرَ الليل مستمعا
قام الفؤادُ على عرش الهوى فبهِ
مَعَ ارتفاعِ مقامي صرتُ متضِعا
تكهربَ القلبُ من برقا الطلى فغدا
يجاذبُ العشقَ لكن قطُّ ما دفعا
ناشدتُكِ الله يا ذات النفار صلي
متيَّما بالجوى والوجدِ قد صُرعا
الى جمالكِ كم قلبي يتوقُ وما
اصبتُ لقياكِ الاَّ والفراقُ سعى
حالت رعاعُ الورى ما بيننا ورأَت
عينايَ دراً على الاوعال قد وُضعا
كان الملالُ بهذا الهجر يمكنني
فصار لما علمتُ القصدَ ممتنعا
هبي سلوتُكِ ان خنتِ الودادَ فهل
اعودُ اهوى السوى لا والذي صنعا
سلي فؤَادكِ عن قلبي فذاك بذا
يدرى اذا كان في بحر الهوى وقعا
تمثالُ حسنكِ ما ناجى مخيلتي
الاَّ وكنتُ عن السلوانِ مرتجعا
اشكو لقلبكِ ما قاسيتُ من المٍ
بالحبِّ لكنَّهُ لم يرعني سَمَعَا
فربّما الدلُّ عن شكوايَ اشغَلهُ
يا ليتهُ مثلَ قلبي بالجوى صُدعا
اني قنعتُ بمرآكِ الجميل وذا
فضلُ المحبّ فهل تجفين من قنعا
ما مسَّ دائرةَ الاشواق حُّظ لقاً
الاَّ وخُّط النوى واحسرتي قطعا
لا تظهري ليَ شوقاً منكِ حسبي ان
ادري باني فنىً بالحبّ قد فُجعا
وإن كتمتِ الهوى عني فذا عبثٌ
اذ في لحاظكِ عنوانُ الهوى طبعا
من يرجُ تخفيف اثقال الغرام فلا
يكنْ على باطن المحبوب مُطّلعا