صفحة:مرآة الحسناء.pdf/179

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
إنّ الجمال عليك صنعةُ خالقٍ
وعلى سواكِ تجمُّلٌ وتصنُّعُ
لكِ قامةٌ قام الدلال بها وقد
هامت بميلتها الغصونُ اليُنَّعُ
ولواحظٌ هُنَّ السيوفُ فمارنت
الاّ وكان لها بقلبي موقعُ
رفقاً ايا ذاتَ الدلالٍ بغرمٍ
قد كاد يقتُلُهُ الغرامُ المفجعُ
اشكو لقدّك ما لقيتُ من الجفا
يا خيبة الشكوى لمن لا يسمعُ
لهواكِ اخضَعَني الزمانُ فآمري
تجدي فتىً هو من بنانكِ اطوعُ
ولقد عصيتُ العاذلين لانني
طعتُ الهوى فانا عصيٌّ طيّعُ
هيهاتُ ان بسطو العذولُ على الهوى
بملامهِ فلقد حمتهُ الاضلعُ
والعشقُ بجرٌ لا قرارَ لهُ وقد
غرقت بهِ روحي فماذا أصنعُ
كثرت عيونُ الراقبين وانّما
عندي قبالةَ كلّ عينٍ اصبعُ
قد سرتُ في سُبُل المحبّة طالباً
نيل المنى هيهات عنهُ ارجعُ
أَرخيمة الاعطاف هل تدرين كم
بكِ قد وهى جلدٌ وسحَّت ادمعُ
الله مـا احلى شمائلك التي
بشمول رقتها المتيَّمُ مُولعُ
رفع الهوى قلبي وأنتِ خفضتهِ
والصبُّ يُخفضُ بالغرام ويُرفعُ
مها فعلتِ من الجفا فهو الوفا
اذ ليس في قلبي لغيركِ موضعُ
والله لا أهوى سواكِ فانتِ في
عينيَّ جوهرةٌ وغيرُكِ يرمعُ
فلكم بحبّكِ قد نشدتُ قصائداً
طربَ الزمانُ بها وطابَ المسمعُ
لكِ معطفٌ قد رقَّ حتى خلتهُ
بي عند قلبكِ ذي القساوة يشفعُ