صفحة:مرآة الحسناء.pdf/183

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٧٩
قافية العين

يا عاذلي ما اصبتَ قطُّ فلا
تعذلْ وكنْ عاذراً ومقتنعا
اتعبتَ مسعاكَ بالفساد وما
لصانعِ الشرِّ غيرُ ما صنعا
ومن اعادَ الفسادَ عادتهُ
اضحى عدوَّ الورى ولو هجعا
ما يفعلِ المرءُ يلقهُ فاذا
رعى تسامى وان بغى وقعا
لا بدَّ من وقعةِ لكلِّ فتىَ
ونهضةٍ كيفما صحا ووعى
من سار في مسلكِ الظلام غوى
في سيرهِ فالحزوم من رجعا
على طريقِ الحيوةِ كامنةٌ
أُسْدُ الشقا والسعيدُ من قطعا
والناسُ يشكونَ دهرَهمُ وهُم
للدهرِ دهرٌ فكم بهم صُدعا
ما الدهرُ الاَّ طباعهم فاذا
شكا الفتى طبعهُ اشتفى طُبعاَ
هم يُضرمونَ الحروبِ بينهُمُ
هم يهدمونَ الحصونَ والقلعا
هم يسفكونَ الدما وهم شرعوا
لبعضهم ما الالهُ ما شرعا
عصوا قضاءَ النظامِ فانتثروا
والكلُّ للجزءِ كالجدا خضعا
والكلُّ من جزئهِ اجلُّ فلِمْ
ذا الحكمُ في الناس رُدَّ وانردعا
حتى غدا ذا عدوَّ ذاك لذا
كلُّ من الخوفِ باتَ منصرعا
وها عليَّ العداةُ قد هجموا
وإذ رأَوا حملتي انثنوا جزعا
واسترجعوا يفسدونَ في حلبٍ
وصالحُ اللاذقيةِ اطّلعـا
فسلَّ ما حَسْبَ رأَيهِ فلمٌ
وحسبَ رأَيي مهنَّدٌ قطعا
وغار كالباسلِ الشجاع على
جمع الاعادي فغرَّقَ الجمعا