صفحة:مرآة الحسناء.pdf/190

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٨٦
قافية الفاء

بيني وبينك قد جدَّ العذولُ وكم
من مغرمٍ لم يَنَلْ فوزًا معنِّفهُ
لا ترعَ سمعك للواشي أيا قمري
ولا تَدَعْ فلتاتِ الهذرِ تسعفُهُ
أن الجهولَ إذا ما الدهرُ جادلهُ
بنعمةٍ ظنَّ أن الدهرَ ينصفُهُ
يتيهُ عُجْبًا، ويُعلي أنْفَهُ عَجَبًا
إذ ليس يعلمُ أن الناسَ تأنفهُ
وقال
حتى مَ وعدُكَ بالوصالِ يُسَوَّفُ
وإلى مَ أنتَ عليَّ لا تتعطَّفُ
يا من أثار على الحشا حربَ الجفا
رفقًا فجيشُ الصبر أوشك يتلفُ
أيحلُّ في شرع الهوى قتلي بلا
ذنبٍ أجبني قد عهدتكُ تنصفُ
أفديكَ من ظبيٍ أعدَّ لقتلتي
عِدَدَ الجمالِ وما ثناهُ مخوِّفُ
فالخدُّ نارٌ والعذارُ سلاسلٌ
والطرف سيفٌ والقوامُ مسقَّفُ
يا بدرُ لي حَدَقٌ بوجهك حُدَّقٌ
أبدًا ولي طرفُ لغيرك مُطرَفُ
أنتَ الحبيبُ فلا أرومُ سوًى ولا
يثني فؤادي عن هواكَ مُعنِّفُ
خطراتُ ذكرك كلَّما خطرت على
سمعي تؤثرُ بالفؤَادِ فيرجفُ
أطلعتَ من تحت القناع لأعيني
قمرًا ولكن نورُهُ لا يُخسفُ
وعلى خدودك قد بدا لذوي الهوى
ووردٌ بغير نواظري لا يقطفُ
لك مبسمٌ عذبٌ وريقٌ طيِّبٌ
هذا لنا كاسٌ وذلك قرقفُ
ما لاح برقٌ من جمالك في الحمى
إلَّا لأبصار المتيم يخطفُ
إني عشقتكَ لا لحسنكَ وحدَهُ
لكن لذاك اللطفِ وهو الأشرفُ