صفحة:مرآة الحسناء.pdf/191

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٨٧
قافية الفاء
هيهات أن أسلوكَ يا قمري ولي
قلبٌ يذوبُ، وأعينٌ لا تنشفُ
أورثتني أحزان يعقوبٍ بلا
رفقٍ فكيفَ ظلمتني يا يوسفُ
لم أرعَ في غَسَق الدُّجى شُهبَ العُلى
إلَّا ومن جفني المقرَّحِ أرعفُ
هلَّا ثناكَ عن الصدودِ تغزُّلي
بك أيها الغصنُ الذي لا يقصفُ
غزلٌ حكى الصهباءَ فعلًا والصبا
لطفًا ولستُ بهِ لغيركَ أُتْحِفُ
إن كنتُ يا ذا السخطِ عندكَ نكرةً
فإذا أُضِفْتُ إلى الرضا أتعرَّفُ
أبلى الهوى قلبي بكلِّ أسًى فيا
قلبي على بلواكَ ما لك مسعفُ
فاخْفِ الهوى عمن يلومكَ وادّرعْ
جلدًا فإنَّ الحبَّ داء متلفُ
أَيُعينني جلدٌ على البلوى وذي
جَبلٌ أصمُّ وذاك قاعٌ صفصفُ
والصبرُ يحلو للفتى بمصابهِ
إنَّ التَّصَبُّرَ في البليَّةِ يُعْرَفُ
وقال
ماذا أقولُ أَذلٌّ فيك أم شرفُ
يا أيها العشقُ حيث الرشدُ لا يقفُ
هيهات ما دام حكمُ الحسن منتصرًا
فليس للصبِّ إلَّا الذلُّ والتلفُ
حكمٌ لهُ خضعت كلُّ النفوس بلا
حربٍ وسحرٌ لديهِ القلبُ يرتجفُ
فما بدت طلعةُ الحسن العجيب لدى
عينيَّ إلَّا وكادَ العقلُ ينخطفُ
يا طلعةً غلبت كُلَّ القوى ولها
قد ذلَّ من قام فيهِ الكبرُ والصَّلَفُ
وا حسرتاهُ فبي أودى الغرامُ ويا
ويلاهُ فالقلبُ مني غالهُ الدَّنفُ
أفدي التي طالما قاومتُ سطوتها
باللهوِ لكنني بالعجز أعترفُ