صفحة:مرآة الحسناء.pdf/199

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٩٥
قافية القاف

حوادث
ما لاح برقُ الغور في الآفاق
الَّا وهام القلبُ بالاشواقِ
والورقُ ما صدحت على افنانها
الَّا وسالَ دمي من الآماق
ابكي على زمنٍ نعمتُ به فقد
ولّى وجرّعني امرّ فراقِ
ومن المحالِ دوامُ حالٍ للفتى
فاليومَ بينٌ والغداةُ تلاقِ
بَعُدَ الحبيبُ فلا رقادٌ بعدَهُ
انَّ السهادَ دلالةُ العشّاقِ
بالله يا ذاتَ الدلالِ الى متى
هذا النوى عطفًا على المشتاقِ
تركتني البرحاءُ بعدَكِ رافلاً
بجنونِ قيسَ وحرقةِ البرّاقِ
لم يطفِ ما في القلبِ من حرَقٍ سوى
رشفِ اللمى وتوسُّدٍ وعناقِ
وبغير وصلك لا تطيبُ جوارحي
والوصلُ للعشاقِ كالدرياقِ
لكِ طلعةٌ تُسبي النهى وتبسُّمٌ
يزري وميضَ البارقِ الأَلّاقِ
فبنور وجهكِ قد هُديتُ الى الهوى
وبنار خدّكِ رحتُ في احراقِ
ولقد سكرتُ بمقلتيكِ وطالما
كان الهوى خمرًا وطرفُكِ ساقي
فاذا نظرتِ اليَّ همتُ صبابةً
والحبُّ مصدرُهُ من الاحداقِ
واذا انثنيتِ تمزَّقت كبدي فمن
خطِّيِّ ذاكَ القدِّ اين الواقي
قد بعتُ في سوقِ الهوى عقلي وما
عاينتُ عقلا بيعَ في الاسواقِ
ولقد مددتُ يدي اليكِ بذلةٍ
ارجو النوالَ ولستُ ذا املاقِ
فتعطَّفي يا نورَ عيني واذكري
عهدَ الولاءِ وذمةَ الميثاقِ