صفحة:مرآة الحسناء.pdf/202

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٩٨
قافية القاف

غواية الدعوى
قليلٌ بذا الدهرِ الكلامُ المحقَّقُ
ومذ كثر الكذَّابُ قلَّ المُصَدِّقُ
يقولُ اردُّ الأُسْدَ من يدَّعى القوى
ولكن اذا ما شاهدَ الغابَ يخفقُ
وكم من كليلٍ يدَّعى خوضَ ابحُرٍ
وان خاضَ في ماءِ الجداول يغرقُ
وفي السُلْم سيفُ الجبن قولٌ وفي الوغى
فرارٌ وعندَ الخبرِ كلٌ يُحقِّقُ
ومن لا يسدُّ الاذنَ عمَّا يقولهُ
اخو حمقٍ فدمٌ فذلك احمقُ
ارى الجهلَ داءً يقبلُ الزودَ كُلَّما
يُداوَى فانّ التركَ أحرى واليقُ
اذا كان داءً لستَ تدري دواءَهُ
فَدَعْهُ لتدبير الطبيعةِ أوفقُ
بذا الدَّهرِ سوقُ الفضلِ والعقل كاسدٌ
ولكنَّ سوقَ اللؤمِ والجهل ينفقُ
وما لجميع الناس بالعقل اسوةٌ
لكلّ امرءٍ فصلٌ عن الغير يَفرُقُ
فهل ميَّزَ الحَيوانَ الَّا فصولهُ
فذا نابحٌ يعوي وذلك ينطقُ
وذو العقل لم يحكم على الشيءِ قبل ما
يُردّدُهُ في ذهنهِ ويُدَقّقُ
وغمرٍ راى بي مذ صفوتُ صفاتِه
ولو كان يدري ما رأَي راح يصفقُ
قويٌّ ولكن تحتَ سقف جدارهِ
شُجَاعٌ ولكن بالحقيقةِ يُرهَقُ
وليس يليقُ الكرُّ في الحرب للنسا
ولا بالرجال المكثُ في الخدر يلبقُ
دعوهُ فقد اغواهُ فرطُ ادّعائِه
وبابُ الهُدَى دونَ النوابةِ يُغْلَقُ
ايدرِكُ ما فرقُ الصوابِ عن الخطا
ولم يدرِ شمسَ الافقِ من اين تُشرقُ
وشنَّ عليَّ غارةَ الذمّ والهجا
فقابلهُ من فضل حلمي فيلقُ