صفحة:مرآة الحسناء.pdf/205

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٠١
قافية القاف

لم يبقَ لي في الهوى جلدٌ ولا جَلَدٌ
وفلكٌ صبري ببحرِ الدمعِ قد غرقا
وقال
نامت عيونُ النجوم في الأُفقِ
ومقلتي لم تزل على أَرَقِ
قدَّمتُ في هيكل الهوى كبدي
ضحيَّةً للخدودِ والحدَقِ
حبُّ الدُّمى قد اعادَ فوديَ في
شيبٍ وابقى الفؤَادَ في حرقِ
افدي بروحي مليحةً خُلقَتْ
من اللطافاتِ لامن العلقِ
لمياءُ فتانةُ العيونِ لها
خدٌّ بدت فيهِ حمرةُ الشنقِ
تهتزُّ كالسمهريِّ قامتُها
فلم تدعْ للمحبّْ من رمقِ
ابدت من الفرع غرّةً فبدت
زجاجةُ الصبح في يدِ الغسقِ
قبلتها فانجلى بوجنتها
وردُ الحيا تحت لؤْلؤِ العرقِ
تغزّلي راقَ للحزوم بها
لكنَّما للحسودِ لم يرُقِ
في حبّها قد عشقتُ شيبيَ مذ
حاكى بياضًا بذلك العُنُقِ
وما هويتُ البياضَ في عنقٍ
لو لم يكن مثلَ قلبِ هندَ نقي
وقال الى احد اصدقائِه تاريخًا لمولودٍ لهُ
زال عنكم ليلُ الاسى وتبدَّى
سَحَرُ الانسِ فابشروا بالشروقِ
بهلالٍ ولدتموهُ اصيلاً
ينجلي بالسعودِ والتوفيقِ
فاخبروا يا مؤَرخون اباهُ
فَرَجُ اللهِ قد اتى بعدَ ضيقِ
سنة ١٨٥٩